وتنجز موعدك. وقوله :﴿ هُمْ أُوْلاء عَلَى أَثَرِى ﴾ كما ترى غير منطبق عليه. قلت : قد تضمن ما واجهه به رب العزة شيئين، أحدهما : إنكار العجلة في نفسها. والثاني : السؤال عن سبب المستنكر والحامل عليه، فكان أهمّ الأمرين إلى موسى بسط العذر وتمهيد العلة في نفس ما أنكر عليه، فاعتل بأنه لم يوجد مني إلا تقدّم يسير، مثله لا يعتد به في العادة ولا يحتفل به. وليس بيني وبين من سبقته إلا مسافة قريبة يتقدّم بمثلها الوفد رأسهم ومقدمهم، ثم عقبه بجواب السؤال عن السبب فقال :﴿ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبّ لِتَرْضَى ﴾ ولقائل أن يقول : حار لما ورد عليه من التهيب لعتاب الله، فأذهله ذلك عن الجواب المنطبق المرتب على حدود الكلام.
! ٧ < ﴿ قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِىُّ ﴾ > ٧ !
< < طه :( ٨٥ ) قال فإنا قد..... > > أراد بالقوم المفتونين : الذين خلفهم مع هارون وكانوا ستمائة ألف مانجا من عبادة العجل منهم إلا اثنا عشر ألفاً. فإن قلت : في القصة أنهم أقاموا بعد مفارقته عشرين ليلة، وحسبوها أربعين مع أيامها، وقالوا : قد أكملنا العدة، ثم كان أمر العجل بعد ذلك، فكيف التوفيق بين هذا وبين قوله تعالى لموسى عند مقدمه ﴿ إِنَّا قَدْ * فَتَنَّا قَوْمَكَ ﴾ ؟ قلت : قد أخبر الله تعالى عن الفتنة المترقبة. بلفظ الموجودة الكائنة على عادته. أو افترص السامري غيبته فعزم على إضلالهم غب انطلاقه، وأخذ في تدبير ذلك. فكان بدء الفتنة موجوداً. قرىء :( وَأَضَلُّهُمُ السَّامِرِيُّ ) أي هو أشدّهم ضلالاً : لأنه ضال مضل، وهو منسوب إلى قبيلة من بني إسرائيل يقال لها السامرة. وقيل : السامرة قوم من اليهود يخالفونهم في بعض دينهم : وقيل كان من أهل باجرما. وقيل : كان علجاً من كرمان. واسمه موسى بن ظفر، وكان منافقاً قد أظهر الإسلام، وكان من قوم يعبدون البقر.
! ٧ < ﴿ فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ ياقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَّوْعِدِى * قَالُواْ مَآ أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَاكِنَّا حُمِّلْنَآ أَوْزَاراً مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِىُّ * فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُواْ هَاذَآ إِلَاهُكُمْ وَإِلَاهُ مُوسَى فَنَسِىَ ﴾ > ٧ !
< < طه :( ٨٦ ) فرجع موسى إلى..... > > الأسف : الشديد الغضب. ومنه قوله عليه السلام في موت الفجأة.
( ٦٨٦ ) ( رحمة للمؤمن وأخذة أسف للكافر ) وقيل : الحزين. فإن قلت : متى رجع