الذكر الذي آتيناك يعني القرآن مشتملاً على هذه الأقاصيص والأخبار الحقيقة بالتفكر والاعتبار، لذكر عظيم وقرآن كريم، فيه النجاة والسعادة لمن أقبل عليه، ومن أعرض عنه فقد هلك وشقي. يريد بالوزر : العقوبة الثقيلة الباهظة، سماها وزراً تشبيها في ثقلها على المعاقب وصعوبة احتمالها بالحمل الذي يفدح لحامل، وبنقض ظهره، ويلقي عليه بهره : أو لأنها جزاء الوزر وهو الإثم. وقرىء :( يحمل ) جمع ﴿ خَالِدِينَ ﴾ على المعنى، لأنّ من مطلق متناول لغير معرض واحد. وتوحيد الضمير في أعرض وما بعده للحمل على اللفظ. ونحوه قوله تعالى :﴿ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ﴾ ( الجن : ٢٣ ) ﴿ فِيهِ ﴾ أي في ذلك الوزر. أو في احتماله ﴿ سَاء ﴾ في حكم بئس. والضمير الذي فيه يجب أن يكون مبهماً يفسره ﴿ حِمْلاً ﴾ والمخصوص بالذم محذوف لدلالة الوزر السابق عليه، تقديره : ساء حملا وزرهم، كما حذف في قوله تعالى :﴿ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ ( ص : ٣٠، ٤٤ ) أيوب هو المخصوص بالمدح. ومنه قوله تعالى :﴿ وَسَاءتْ مَصِيراً ﴾ ( النساء ) ٩٧، ١١٥ ) أي وساءت مصيراً جهنم. فإن قلت : اللام في ( لهم ) ما هي ؟ وبم تتعلق ؟ قلت : هي للبيان، كما في ﴿ هَيْتَ لَكَ ﴾ ( يوسف : ٢٣ ). فإن قلت : ما أنكرت أن يكون في ساء ضمير الوزر ؟ قلت : لا يصح أن يكون في ساء وحكمه حكم بئس ضمير شيء بعينه غير مبهم فإن قلت : فلا يكن ساء الذي حكمه حكم بئس، وليكن ساء الذي منه قوله تعالى :﴿ سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ ( الملك : ٢٧ ) بمعنى أهم وأحزن قلت : كفاك صادّاً عنه أن يؤول كلام الله إلى قولك : وأحزن الوزر لهم يوم القيامة حملاً، وذلك بعد أن تخرج عن عهدة هذا اللام وعهدة هذا المنصوب.
! ٧ < ﴿ يَوْمَ يُنفَخُ فِى الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمِئِذٍ زُرْقاً * يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْراً * نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْماً ﴾ > ٧ !
< < طه :( ١٠٢ - ١٠٤ ) يوم ينفخ في..... > > أسند النفخ إلى الآمريه فيمن قرأ :( ننفخ ) بالنون. أو لأن الملائكة المقرّبين وإسرافيل منهم بالمنزلة التي هم بها من رب العزة، فصح لكرامتهم عليه وقربهم منه أن يسند ما يتولونه إلى ذاته تعالى. وقريء :( ينفخ ) بلفظ ما لم يسم فاعله. وينفخ. ويحشر، بالياء المفتوحة على الغيبة والضمير لله عز وجل أو لإسرافيل عليه السلام. وأما