لا يدرك ذلك بحاسة البصر ولكن بالقياس الهندسي، فنفى الله عزّ وعلا ذلك العوج الذي دقّ ولطف عن الإدراك، اللهمَّ إلا بالقياس الذي يعرفه صاحب التقدير والهندسة، وذلك الاعوجاج لما لم يدرك إلا بالقياس دون الإحساس لحق بالمعاني، فقيل فيه : عوج بالكسر. الأمت النتوّ اليسير، يقال : مدّ حبله حتى ما فيه أمت.
! ٧ < ﴿ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِىَ لاَ عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَانِ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً * يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَانُ وَرَضِىَ لَهُ قَوْلاً ﴾ > ٧ !
< < طه :( ١٠٨ ) يومئذ يتبعون الداعي..... > > أضاف اليوم إلى وقت نسف الجبال في قوله :﴿ يَوْمَئِذٍ ﴾ أي يوم إذ نسفت، ويجوز أن يكون بدلاً بعد بدل من يوم القيامة. والمراد : الداعي إلى المحشر. قالوا : هو إسرافيل قائماً على صخرة بيت المقدس يدعو الناس، فيقبلون من كل أوب إلى صوبه لا يعدلون ﴿ لاَ عِوَجَ لَهُ ﴾ أي لا يعوجّ له مدعوّ، بل يستوون إليه من غير انحراف متبعين لصوته. أي : خفضت الأصوات من شدة الفزع وخفتت ﴿ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً ﴾ وهو الركز الخفي. ومنه الحروف المهموسة. وقيل : هو من همس الإبل وهو صوت أخفافها إذا مشت، أي : لا تسمع إلا خفق الأقدام ونقلها إلى المحشر ﴿ مَنْ ﴾ يصلح أن يكون مرفوعاً ومنصوباً، فالرفع على البدل من الشفاعة بتقدير حذف المضاف، أي : لا تنفع الشفاعة إلا شفاعة من ﴿ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَانُ ﴾ والنصب على المفعولية. ومعنى أذن له ﴿ وَرَضِىَ لَهُ ﴾ لأجله. أي : أذن للشافع ورضي قوله لأجله. ونحو هذه اللام اللام في قوله تعالى :﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ لَوْ كَانَ خَيْراً * ءاوَى إِلَيْهِ ﴾ ( الأحقاف : ١١ ).
! ٧ < ﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ﴾ > ٧ !
< < طه :( ١١٠ ) يعلم ما بين..... > > أي يعلم ما تقدّمهم من الأحوال وما يستقبلونه، ولا يحيطون بمعلوماته علماً.
! ٧ < ﴿ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَىِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً ﴾ > ٧ !
< < طه :( ١١١ ) وعنت الوجوه للحي..... > > المراد بالوجوه وجوه العصاة، وأنهم إذا عاينوا يوم القيامة الخيبة والشقوة وسوء الحساب، صارت، وجوههم عانية، أي ذليلة خاشعة، مثل وجوه العناة وهم الأساري. ونحوه قوله تعالى :﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً * سَيّئَاتُ * وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ ( الملك : ٢٧ )، ﴿ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ ﴾ ( القيامة : ٢٤ ). وقوله تعالى :﴿ وَقَدْ خَابَ ﴾ وما بعده اعتراض، كقولك : خابوا وخسروا. وكلّ من ظلم فهو خائب خاسر.
! ٧ < ﴿ وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً ﴾ > ٧ { < طه :( ١١٢ ) ومن يعمل من..... > >