خلقه في الشجرة حين كلم موسى وجواب آخر : وهو أن يسبح من رآها تسير بتسيير الله، فلما حملت على التسبيح وصفت به ﴿ وَكُنَّا فَاعِلِينَ ﴾ أي قادرين على أن نفعل هذا وإن كان عجباً عندكم وقيل : وكنا نفعل بالأنبياء مثل ذلك.
اللبوس : الباس. قال :
الْبَسْ لِكُلِّ حَالَةٍ لَبُوسَهَا
والمراد الدرع قال قتادة : كانت صفائح فأوّل من سردها وحلقها داود، فجمعت الخفة والتحصين ﴿ لِتُحْصِنَكُمْ ﴾ قرىء بالنون والياء والتاء، وتخفيف الصاد وتشديدها ؛ فالنون لله عز وجل، والتاء للصنعة أو للبوس على تأويل الدرع، والياء لداود أو للبوس.
! ٧ < ﴿ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِى بِأَمْرِهِ إِلَى الاٌّ رْضِ الَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَىْءٍ عَالِمِينَ * وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذالِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ ﴾ > ٧ !
< < الأنبياء :( ٨١ ) ولسليمان الريح عاصفة..... > > قرىء :( الريح ) و ( الرياح ) بالرفع والنصب فيهما ؛ فالرفع على الابتداء، والنصب على العطف على الجبال. فإن قلت : وصفت هذه الرياح بالعصف تارة وبالرخاوة أخرى، فما التوفيق بينهما ؟ قلت : كانت في نفسها رخية طيبة كالنسيم، فإذا مرت بكرسيه أبعدت به في مدة يسيرة، على ما قال :﴿ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ﴾ ( سبأ : ١٢ ) فكان جمعها بين الأمرين أن تكون رخاء في نفسها وعاصفة في عملها، مع طاعتها لسليمان وهبوبها على حسب ما يريد ويحتكم : آية إلى آية ومعجزة إلى معجزة. وقيل كانت في وقت رخاء، وفي وقت عاصفاً ؛ لهبوبها على حكم إرادته، وقد أحاط علمنا بكل شيء فنجري الأشياء كلها على ما يقتضيه علمنا وحكمتنا.