خلق : ظرف لبدأناه، أي : أوّل ما خلق، أو حال من ضمير الموصول الساقط من اللفظ، الثابت في المعنى ﴿ وَعْداً ﴾ مصدر مؤكد، لأنّ قوله :﴿ نُّعِيدُهُ ﴾ عدة للإعادة ﴿ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾ أي قادرين على أن نفعل ذلك.
! ٧ < ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الاٌّ رْضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ الصَّالِحُونَ ﴾ > ٧ !
< < الأنبياء :( ١٠٥ ) ولقد كتبنا في..... > > عن الشعبي رحمة الله عليه : زبور داود عليه السلام، والذكر : التوراة. وقيل اسم لجنس ما أنزل على الأنبياء من الكتب. والذكر : أم الكتاب، يعني اللوح، أي : يرثها المؤمنون بعد إجلاء الكفار، كقوله تعالى :﴿ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الاْرْضِ وَمَغَارِبَهَا ﴾ ( الأعراف : ١٣٧ )، ﴿ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُواْ بِاللَّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الارْضَ للَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ ( الأعراف : ١٢٨ ) وعن ابن عباس رضي الله عنه : هي أرض الجنة. وقيل : الأرض المقدّسة، ترثها أمّة محمد ﷺ.
! ٧ < ﴿ إِنَّ فِى هَاذَا لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ ﴾ > ٧ !
< < الأنبياء :( ١٠٦ ) إن في هذا..... > > الإشارة إلى المذكور في هذه السورة من الأخبار والوعد والوعيد والمواعظ البالغة. والبلاغ : الكفاية وما تبلغ به البغية.
! ٧ < ﴿ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾ > ٧ !
< < الأنبياء :( ١٠٧ ) وما أرسلناك إلا..... > > أرسل ﷺ ﴿ رَحْمَةً لّلْعَالَمِينَ ﴾ لأنه جاء بما يسعدهم إن اتبعوه. ومن خالف ولم يتبع. فإنما أتى من عند نفسه حيث ضيع نصيبه منها. ومثاله : أن يفجر الله عينا غديقة، فيسقي ناس زروعهم ومواشيهم بمائها فيفلحوا، ويبقى ناس مفرطون عن السقي فيضيعوا، فالعين المفجرة في نفسها، نعمة من الله ورحمة للفريقين، ولكن الكسلان محنة على نفسه ؛ حيث حرمها ما ينفعها. وقيل : كونه رحمة للفجار، من حيث أنّ عقوبتهم أخرت بسببه وأمنوا به عذاب الاستئصال.
! ٧ < ﴿ قُلْ إِنَّمَآ يُوحَى إِلَىَّ أَنَّمَآ إِلَاهُكُمْ إِلَاهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ ﴾ > ٧ !
< < الأنبياء :( ١٠٨ ) قل إنما يوحى..... > > إنما لقصر الحكم على شيء، أو لقصر الشيء على حكم، كقولك : إنما زيد قائم، وإنما يقوم زيد. وقد اجتمع المثالان في هذه الآية، لأن ﴿ إِنَّمَا يُوحَى إِلَىَّ ﴾ مع فاعله، بمنزلة : إنما يقوم زيد. و ﴿ أَنَّمَا إِلَاهُكُمْ إِلَاهٌ واحِدٌ ﴾ بمنزلة : إنما زيد قائم. وفائدة اجتماعهما : الدلالة على أن الوحي إلى رسول الله ﷺ مقصور على استئثار الله بالوحدانية : وفي قوله :﴿ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ ﴾ أن الوحي الوارد على هذا السنن موجب