جبال الدنيا لأذابتها ﴿ يُصْهَرُ ﴾ يذاب وعن الحسن بتشديد الهاء للمبالغة، أي : إذا صبّ الحميم على رؤوسهم كان تأثيره في الباطن نحو تأثيره في الظاهر، فيذيب أحشاءهم وأمعاءهم كما يذيب جلودهم، وهو أبلغ من قوله :﴿ وَسُقُواْ مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ ﴾ ( محمد : ١٥ ) والمقامع : السياط في الحديث
( ٧٠٥ ) ( لو وضعت مقمعة منها في الأرض فاجتمع عليها الثقلان ما أقلوها )، وقرأ الأعمش :( ردوا فيها ) والإعادة والرد لا يكون إلا بعد الخروج. فالمعنى : كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم فخرجوا أعيدوا فيها. ومعنى الخروج : ما يروى عن الحسن أنّ النار تضربهم بلهبها فترفعهم، حتى إذا كانوا في أعلاها ضربوا بالمقامع فهووا فيها سبعين خريفاً وقيل لهم ﴿ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾ والحريق : الغليظ من النار المنتشر العظيم الإهلاك.
! ٧ < ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الاٌّ نْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ * وَهُدُواْ إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُواْ إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِى جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ > ٧ !
< < الحج :( ٢٣ ) إن الله يدخل..... > > ﴿يُحَلَّوْنَ ﴾ عن ابن عباس : من حِلَيت المرأَةُ فهي حال ﴿ وَلُؤْلُؤاً ﴾ بالنصب على : ويؤتون لؤلؤاً، كقوله : وحوراً عيناً. ولؤلؤاً بقلب الهمزة الثانية واواً. ولولياً ؛ بقلبهما واوين، ثم بقلب الثانية ياء كأدل. ولول كأدل فيمن جرّ. ولولؤ، وليليا، بقلبهما ياءين، عن ابن عباس : وهداهم الله وألهمهم أن يقولوا الحمد لله الذي صدقنا وعده، وهداهم إلى طريق الجنة. يقال : فلان يحسن إلى الفقراء وينعش المضطهدين، لا يراد حال ولا استقبال، وإنما يراد استمرار وجود الإحسان منه والنعشة في جميع أزمنته وأوقاته. ومنه قوله تعالى :﴿ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ أي الصدود منهم مستمرّ دائم

__________


الصفحة التالية
Icon