﴿ لِلنَّاسِ ﴾ أي الذين يقع عليهم اسم الناس من غير فرق بين حاضر وباد وتانيء وطاريء ومكي وآفاقي. وقد استشهد به أصحاب أبي حنيفة قائلين : إنّ المراد بالمسجد الحرام : مكة، على امتناع جواز بيع دور مكة وإجارتها. وعند الشافعي : لا يمتنع ذلك. وقد حاور إسحاق بن راهويه فاحتجّ بقوله :﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم ﴾ ( الحج : ٤٠ )، ( الحشر : ٨ ) وقال : أنسب الديار إلى مالكيها، أو غير مالكيها ؟ واشترى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه دار السجن من مالكيه أو غير مالكيه ؟ ﴿ سَوَآء ﴾ بالنصب : قراءة حفص. والباقون على الرفع. ووجه النصب أنه ثاني مفعولي جعلناه، أَي : جعلناه مستوياً ﴿ الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ﴾ وفي القراءة بالرفع. الجمعة مفعول ثان. الإلحاد : العدول عن القصد، وأصله إلحاد الحافر. وقوله :﴿ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ ﴾ حالان مترادفتان. ومفعول ﴿ يُرِدْ ﴾ متروك ليتناول كل متناول، كأنه قال : ومن يرد فيه مراداً ما عادلاً عن القصد ظالماً ﴿ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ يعني أَنّ الواجب على من كان فيه أن يضبط نفسه ويسلك طريق السداد والعدل في جميع ما يهمّ به ويقصده. وقيل : الإلحاد في الحرم : منع الناس عن عمارته. وعن سعيد بن جبير : الاحتكار. وعن عطاء : قول الرجل في المبايعة :( لا والله، وبلى والله، وعن عبد الله بن عمر أنه كان له فسطاطان، أحدهما : في الحل، والآخر في الحرم، فإذا أراد أن يعاتب أهله عاتبهم في الحل، فقيل له، فقال : كنا نحدث أن من الإلحاد فيه أن يقول الرجل : لا والله وبلى والله ). وقرىء :( يرد ) بفتح الياء من الورود، ومعناه من أتى فيه بإلحاد ظالماً. وعن الحسن : ومن يرد إلحاده بظلم. أراد : إلحاداً فيه، فأضافه على الاتساع في الظرف، كمكر الليل : ومعناه من يرد أن يلحد فيه ظالماً. وخبر إن محذوف لدلالة جواب الشرط عليه، تقديره : إن الذين كفروا ويصدون عن المسجد الحرام نذيقهم من عذاب أليم ؛ وكل من ارتكب فيه ذنباً فهو كذلك. عن ابن مسعود : الهمة في الحرم تكتب ذنباً.
! ٧ < ﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لاَّ تُشْرِكْ بِى شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِىَ لِلطَّآئِفِينَ وَالْقَآئِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ > ٧ !
< < الحج :( ٢٦ ) وإذ بوأنا لإبراهيم..... > > واذكر حين جعلنا ﴿ لإِبْراهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ ﴾ مباءة، أي : مرجعاً يرجع إليه للعمارة

__________


الصفحة التالية
Icon