التشبيه أن يكون من المركب والمفرق. فإن كان تشبيهاً مركباً فكأنه قال : من أشرك بالله فقد أهلك نفسه إهلاكاً ليس بعده نهاية، بأن صور حاله بصورة حال من خرّ من السماء فاختطفته الطير، فتفرق مزعاً في حواصلها، أو عصفت به الريح حتى هوت به في بعض المطاوح البعيدة. وإن كان مفرقاً فقد شبه الإيمان في علوه بالسماء، والذي ترك الإيمان وأشرك بالله بالساقط من السماء، والأهواء التي تتوزع أفكاره بالطير المختطفة، والشيطان الذي يطوّح به في وادي الضلالة بالريح التي تهوي بما عصفت به في بعض المهاوي المتلفة. وقرىء :( فتخطفه ) بكسر الخاء والطاء. وبكسر التاء مع كسرهما، وهي قراءة الحسن. وأصلها : تختطفه. وقرىء :( الرياح ).
! ٧ < ﴿ ذالِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ * لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَآ إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ > ٧ !
< < الحج :( ٣٢ ) ذلك ومن يعظم..... > > تعظيم الشعائر وهي الهدايا، لأنها من معالم الحجّ : أن يختارها عظام الأجرام حساناً سماتاً غالية الأثمان، ويترك المكاس في شرائها، فقدكانوا يغالون في ثلاث ويكرهون المكاس فيهنّ : الهدي، والأضحية، والرقبة. وروى ابن عمر عن أبيه رضي الله عنهما :
( ٧٠٨ ) أنه أهدى نجيبة طلبت منه بثلثمائة دينار، فسأل رسول الله ﷺ أن يبيعها ويشتري بثمنها بدناً، فنهاهُ عنْ ذَلك وقالَ :( بلْ أَهدِها ).
( ٧٠٩ ) وأهدى رسول الله ﷺ مائة بدنة، فيها جمل لأبي جهل في أنفه برّة من