ذهب. وكان ابن عمر يسوق البدن مجللة بالقباطي فيتصدّق بلحومها وبجلالها، ويعتقد أن طاعة الله في التقرّب بها وإهدائها إلى بيته المعظم أمر عظيم لا بدّ أن يقام به ويسارع فيه ﴿ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ أي فإن تعظيمها من أفعال ذوي تقوى القلوب، فحدفت هذه المضافات، ولا يستقيم المعنى إلاّ بتقديرها، لأنه لا بد من راجع من الجزاء إلى ﴿ مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ ليرتبط به، وإنما ذكرت القلوب لأنها مراكز التقوى التي إذا ثبتت فيها وتمكنت ظهر أثرها في سائر الأعضاء. ﴿ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ﴾ إلى أن تنحر ويتصدّق بلحومها ويؤكل منها. و ﴿ ثُمَّ مَحِلُّهَآ إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ للتراخي في الوقت. فاستعيرت للتراخي في الأحوال. والمعنى : أن لكم في الهدايا منافع كثيرة في دنياكم ودينكم، وإنما يعتدّ الله بالمنافع الدينية، قال سبحانه :﴿ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الاْخِرَةَ ﴾ ( الأنفال : ٦٧ ) وأعظم هذه المنافع وأبعدها شوطاً في النفع : محلها إلى البيت } أي وجوب نحرها. أو وقت وجوب نحرها في الحرم منتهية إلى البيت، كقوله :﴿ * ﴾ أي وجوب نحرها. أو وقت وجوب نحرها في الحرم منتهية إلى البيت، كقوله :﴿ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ ﴾ والمراد نحرها في الحرم الذي هو في حكم البيت ؛ لأن الحرم هو حريم البيت. ومثل هذا في الاتساع قولك : بلغنا البلد، وإنما شارفتموه واتصل مسيركم بحدوده. وقيل : المراد بالشعائر : المناسك كلها، و ﴿ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ يأباه.
! ٧ < ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ الاٌّ نْعَامِ فَإِلَاهُكُمْ إِلَاهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُواْ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَآ أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِى الصَّلَواةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴾ > ٧ !
< < الحج :( ٣٤ ) ولكل أمة جعلنا..... > > شرع الله لكل أمّة أن ينسكوا له : أي يذبحوا لوجهه على وجه التقرّب، وجعل العلة في ذلك أن يذكر اسمه تقدست أسماؤه على النسائك : قرىء ﴿ مَنسَكًا ﴾ بفتح السين وكسرها، وهو مصدر بمعنى النسك، والمكسور يكون بمعنى الموضع ﴿ فَلَهُ أَسْلِمُواْ ﴾ أي أخلصوا له الذكر خاصة، واجعلوه لوجهه سالماً، أي : خالصاً لا تشوبوه بإشراك.
المخبتون : المتواضعون الخاشعون، من الخبث وهو المطمئن من الأرض. وقيل : هم الذين لا يظلمون، وإذا ظلموا لم ينتصروا. وقرأ الحسن :﴿ الَّذِينَ إِذَا ﴾