بالحسنى السيئة. والمعنى : الصفح عن إساءتهم ومقابلتها بما أمكن من الإحسان، حتى إذا اجتمع الصفح والإحسان وبذل الاستطاعة فيه : كانت حسنة مضاعفة بإزاء سيئة. وهذه قضية قوله :﴿ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ﴾. وعن ابن عباس رضي الله عنهما : هي شهادة إن لا إلاه إلاّ الله. والسيئة : الشرك. وعن مجاهد : السلام : يسلم عليه إذا لقيه. وعن الحسن : الإغضاء والصفح. وقيل : وهي منسوخة بآية السيف. وقيل : محكمة ؛ لأنّ المداراة محثوث عليها ما لم تؤدّ إلى ثلم دين وإزراء بمروءة ﴿ بِمَا يَصِفُونَ ﴾ بما يذكرونه من أحوالك بخلاف صفتها. أو بوصفهم لك وسوء ذكرهم، والله أعلم بذلك منك وأقدر على جزائهم.
! ٧ < ﴿ وَقُلْ رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّياطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ ﴾ > ٧ !
< < المؤمنون :( ٩٧ ) وقل رب أعوذ..... > > الهمز : النخس. والهمزات : جمع المرّة منه. ومنه : مهماز الرائض. والمعنى : أنّ الشياطين يحثّون الناس على المعاصي ويغرونهم عليها، كما تهمز الراضة الدواب حثاً لها على المشي. ونحو الهمز الأزّ في قوله تعالى :﴿ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً ﴾ ( مريم : ٨٣ ) أمر بالتعوّذ من نخساتهم بلفظ المبتهل إلى ربه، المكرّر لندائه، وبالتعوّذ من أن يحضروه أصلاً ويحوموا حوله. وعن ابن عباس رضي الله عنهما : عند تلاوة القرآن. وعن عكرمة : عند النزع.

__________


الصفحة التالية
Icon