التحصن، وآمر الطيعة المواتية للبغاء لا يسمى مكرهاً ولا أمره إكراهاً. وكلمة ﴿ إِنْ عَلِمُتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَءَاتُوهُمْ مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِىءَاتَاكُمْ وَلاَ تُكْرِهُواْ فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَآءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُواْ عَرَضَ الْحَيَواةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُنَّ فِإِنَّ اللَّهِ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ وإيثارها على ( إذا ) إيذان بأن المساعيات كنّ يفعلن ذلك برغبة وطواعية منهن، وأن ما وجد من معاذة ومسيكة من حيز الشاذ النادر ﴿ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ لهم أو لهنّ، أو لهم ولهنّ إن تابوا وأصلحوا. وفي قراءة ابن عباس :( لهن غفور رحيم ) فإن قلت : لا حاجة إلى تعليق المغفرة بهنّ، لأن المكرهة على الزنى بخلاف المكره عليه في أنها غير آثمة. قلت : لعل الإكراه كان دون ما اعتبرته الشريعة من إكراه بقتل، أو بما يخاف منه التلف أو ذهاب العضو، من ضرب عنيف أو غيره حتى تسلم من الإثم، وربما قصرت عن الحدّ الذي تعذر فيه فتكون آثمة.
! ٧ < ﴿ وَلَقَدْ أَنْزَلْنَآ إِلَيْكُمْ ءَايَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ ﴾ > ٧ !
< < النور :( ٣٤ ) ولقد أنزلنا إليكم..... > > ﴿ مُبَيّنَاتٍ ﴾ هي الآيات التي بينت في هذه السورة وأوضحت في معاني الأحكام والحدود. ويجوز أن يكون الأصل مبيناً فيها فاتسع في الظرف. وقرىء بالكسر، أي : بينت هي الأحكام والحدود، جعل الفعل لها على المجاز، أو من ( بين ) بمعنى تبين. ومنه المثل قد بين الصبح لذي عينين. ﴿ وَمَثَلاً مّنَ ﴾ أمثال من ﴿ قَبْلِكُمْ ﴾ أي قصة عجيبة من قصصهم كقصة يوسف ومريم، يعني : قصة عائشة رضي الله عنها. ﴿ وَمَوْعِظَةً ﴾ ما وعظ به في الآيات والمثل، من نحو قوله :﴿ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِى دِينِ اللَّهِ ﴾ ( النور : ٢ )، ﴿ لَّوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ﴾ ( النور : ١٢ )، ﴿ وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ﴾ ( النور : ١٦ )، ﴿ يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَداً ﴾ ( النور : ١٧ ).
! ٧ < ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِى زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّىٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِىءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِى اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَآءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الاٌّ مْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلَيِمٌ ﴾ > ٧ !
< < النور :( ٣٥ ) الله نور السماوات..... > > نظير قوله :﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاواتِ وَالاْرْضِ ﴾ مع قوله :﴿ مَثَلُ نُورِهِ ﴾، و ﴿ يَهْدِى اللَّهُ لِنُورِهِ ﴾ : قولك : زيد كرم وجود، ثم تقول : ينعش الناس بكرمه وجوده. والمعنى : ذو نور السماوات. وصاحب نور السماوات، ونور السماوات والأرض الحق، شبهه بالنور في