رؤسائهم ومقدّموهم، شبهوا بالأعناق كما قيل لهم هم الرؤوس والنواصي والصدور. قال :% ( فِي مَحْفِلٍ مِنْ نَوَاصِي النَّاسِ مَشْهُودِ ;
وقيل : جماعات الناس. يقال : جاءنا عنق من الناس لفوج منهم. وقرىء :( فظلت أعناقهم لها خاضعة ). وعن ابن عباس رضي الله عنهما : نزلت هذه الآية فينا وفي بني أمية. قال : ستكون لنا عليهم الدولة، فتذلّ لنا أعناقهم بعد صعوبة، ويلحقهم هوان بعد عزّة.
! ٧ < ﴿ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَانِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهُ مُعْرِضِينَ * فَقَدْ كَذَّبُواْ فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاؤُا مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ ﴾ > ٧ !
< < الشعراء :( ٥ ) وما يأتيهم من..... > > أي : وما يجدد لهم الله بوحيه موعظة وتذكيراً، إلاّ جددوا إعراضاً عنه وكفرا به. فإن قلت : كيف خولف بين الألفاظ والغرض واحد، وهي الأعراض والتكذيب والاستهزاء ؟ قلت : إنما خولف بينها لاختلاف الأغراض، كأنه قيل : حين أعرضوا عن الذكر فقد كذبوا به، وحين كذبوا به فقد خفّ عندهم قدره وصار عرضة للاستهزاء والسخرية ؛ لأنّ من كان قابلاً للحق مقبلاً عليه، كان مصدقاً به لا محالة ولم يظنّ به التكذيب. ومن كان مصدقاً به، كان موقراً له ﴿ فَسَيَأْتِيهِمْ ﴾ وعيد لهم وإنذار بأنهم سيعلمون إذا مسهم عذاب الله يوم بدر أو يوم القيامة ﴿ مَا ﴾ الشيء الذي كانوا يستهزءون به وهو القرآن، وسيأتيهم أنباؤه وأحواله التي كانت خافية عليهم.
! ٧ < ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الاٌّ رْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾ > ٧ !
< < الشعراء :( ٧ ) أو لم يروا..... > > وصف الزوج وهو الصنف من النبات بالكرم، والكريم : صفة لكل ما يرضي ويحمد في بابه، يقال : وجه كريم، إذا رضي في حسنه وجماله، وكتاب كريم : مرضيّ في معانيه وفوائده، وقال :% ( حَتَّى يَشُقَّ الصُّفُوفَ مِنْ كَرَمِهْ ;