ومشاربه وغير ذلك. ومن ثم قالت الحكماء : لو قبل لأكثر الموتى : ما سبب آجالكم ؟ لقالوا : التخم. وقرىء :( خطاياي )، والمراد : ما يندر منه من بعض الصغائر ؛ لأنّ الأنبياء معصومون مختارون على العالمين. وقيل : هي قوله :﴿ إِنّى سَقِيمٌ ﴾ ( الصافات : ٨٩ ) وقوله :﴿ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ ﴾ ( الأنبياء : ٦٣ ) وقوله لسارّة : هي أختي. وما هي إلا معاريض كلام، وتخييلات للكفرة، وليست بخطايا يطلب لها الاستغفار. فإن قلت : إذا لم يندر منهم إلا الصغائر وهي تقع مكفرة، فما له أثبت لنفسه خطيئة أو خطايا وطمع أن تغفر له ؟ قلت : الجواب ما سبق لي : أن استغفار الأنبياء تواضع منهم لربهم، وهضم لأنفسهم، ويدل عليه قوله :﴿ أَطْمَعُ ﴾ ولم يجزم القول بالمغفرة. وفيه تعليم لأممهم، وليكون لطفاً لهم في اجتناب المعاصي والحذر منها، وطلب المغفرة مما يفرط منهم. فإن قلت : لم علق مغفرة الخطيئة بيوم الدين، وإنما تغفر في الدنيا ؟ قلت : لأنّ أثرها يتبين يومئذٍ وهو الآن خفي لا يعلم.
! ٧ < ﴿ رَبِّ هَبْ لِى حُكْماً وَأَلْحِقْنِى بِالصَّالِحِينَ * وَاجْعَل لِّى لِسَانَ صِدْقٍ فِى الاٌّ خِرِينَ * وَاجْعَلْنِى مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ * وَاغْفِرْ لاًّبِى إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّآلِّينَ * وَلاَ تُخْزِنِى يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ > ٧ !
< < الشعراء :( ٨٣ ) رب هب لي..... > > الحكم : الحكمة، أو الحكم بين الناس بالحق. وقيل : النبوّة ؛ لأنّ النبي ذو حكمة وذو حكم بين عباد الله. والإلحاق بالصالحين : أن يوفقه لعمل ينتظم به في جملتهم، أو يجمع بينه وبينهم في الجنة. ولقد أجابه حيث قال :﴿ وَإِنَّهُ فِى الاْخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ ( البقرة : ١٣٠ )، ( النحل : ١٢٢ )، ( العنكبوت : ٢٧ ). والإخزاء : من الخزي وهو الهوان. ومن الخزاية وهي الحياء. وهذا أيضاً من نحو استغفارهم مما علموا أنه مغفور وفي ﴿ يُبْعَثُونَ ﴾ ضمير العباد، لأنه معلوم. أو ضمير الضالين. وأن يجعل من جملة الاستغفار لأبيه، يعني : ولا تخزني يوم يبعث الضالون وأبي فيهم ﴿ إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ ﴾ إلا حال من أتى الله ﴿ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ وهو من قولهم :% ( تَحِيَّةُ بَيْنِهِمْ ضَرْبٌ وَجِيعُ ;
وما ثوابه إلا السيف. وبيانه أن يقال لك : هل لزيد مال وبنون ؟ فتقول : ماله