بينهم، وفي الثاني حسم طمعه عنهم.
! ٧ < ﴿ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الاٌّ رْذَلُونَ ﴾ > ٧ !
< < الشعراء :( ١١١ ) قالوا أنؤمن لك..... > > وقرىء :( وأتباعك ) جمع تابع، كشاهد وأشهاد. أو جمع تبع، كبطل وأبطال. والواو للحال. وحقها أن يضمر بعدها ( قد ) في : واتبعك. وقد جمع الأرذل على الصحة وعلى التكسير في قوله :﴿ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا ﴾ ( هود : ٢٧ ) والرذالة والنذالة : الخسة والدناءة. وإنما استرذلوهم لا تضاع نسبهم وقلة نصيبهم من الدنيا. وقيل كانوا من أهل الصناعات الدنية كالحياكة والحجامة. والصناعة لا تزري بالديانة، وهكذا كانت قريش تقول في أصحاب رسول الله ﷺ، وما زالت أتباع الأنبياء كذلك، حتى صارت من سماتهم وأماراتهم. ألا ترى إلى هرقل حين سأل أبا سفيان عن أتباع رسول الله ﷺ، فلما قال : ضعفاء الناس وأراذلهم قال : ما زالت أتباع الأنبياء كذلك. وعن ابن عباس رضي الله عنهما : هم الغاغة. وعن عكرمة : الحاكة والأساكفة. وعن مقاتل : السفلة.
! ٧ < ﴿ قَالَ وَمَا عِلْمِى بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * إِنْ حِسَابُهُمْ إِلاَّ عَلَى رَبِّى لَوْ تَشْعُرُونَ * وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ * إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴾ > ٧ !
< < الشعراء :( ١١٢ ) قال وما علمي..... > > ﴿وَمَا عِلْمِى ﴾ وأي شيء علمي ؟ والمراد : انتفاء علمه بإخلاص أعمالهم لله واطلاعه على سر أمرهم وباطنه. وإنما قال هذا لأنهم قد طعنوا مع استرذالهم في إيمانهم، وأنهم لم يؤمنوا على نظر وبصيرة، وإنما آمنوا هوى وبديهة، كما حكى الله عنهم في قوله :﴿ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِىَ الرَّأْى ﴾ ( هود : ٢٧ ) ويجوز أن يتغابى لهم نوح عليه السلام. فيفسر قولهم الأرذلين، بما هو الرذالة عنده، من سوء الأعمال وفساد العقائد، ولا يلتفت إلى ما هو الرذالة عندهم، ثم يبني جوابه على ذلك فيقول : ما عليّ إلا اعتبار الظواهر، دون التفتيش عن أسرارهم والشق عن قلوبهم، وإن كان لهم عمل سيء، فالله محاسبهم ومجازيهم عليه، وما أنا إلا منذر لا محاسب ولا مجاز ﴿ لَوْ تَشْعُرُونَ ﴾ ذلك، ولكنكم تجهلون فتنساقون مع الجهل حيث سيركم، وقصد بذلك ردّ اعتقادهم وإنكار أن يسمى المؤمن رذلاً، وإن كان أفقر الناس وأوضعهم نسباً، فإن الغني غني الدين، والنسب نسب التقوى ﴿ وَمَا أَنَاْ بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ يريد ليس من شأني أن أتبع شهواتكم وأطيب نفوسكم بطرد المؤمنين الذين صح إيمانهم طمعاً في إيمانكم وما عليّ إلا أن أنذركم