وأجزل القسم، وأن من أوتيه فقد أوتي فضلاً على كثير من عباد الله، كما قال :﴿ وَالَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ ( المجادلة : ١١ )، وما سماهم رسول الله ﷺ :
( ٧٩٤ ) ( ورثةُ الأنبياءِ ) إلا لمداناتهم لهم في الشرف والمنزلة، لأنهم القوّام بما بعثوا من أجله. وفيها أنه يلزمهم لهذه النعمة الفاضلة لوازم، منها : أن يحمدوا الله على ما أوتوه من فضلهم على غيرهم. وفيها التذكير بالتواضع، وأن يعتقد العالم أنه وإن فضل على كثير فقد فضل عليه مثلهم. وما أحسن قول عمر : كلّ الناسِ أفقهَ منْ عمر.
! ٧ < ﴿ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ ياأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَىْءٍ إِنَّ هَاذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ﴾ > ٧ !
< < النمل :( ١٦ ) وورث سليمان داود..... > > ورث منه النبوّة والملك دون سائر بنيه وكانوا تسعة عشر وكان داود أكثر تعبداً، وسليمان أقضى وأشكر لنعمة الله ﴿ وَقَالَ يأَبَتِ * أَيُّهَا النَّاسُ ﴾ تشهيراً لنعمة الله، وتنويهاً بها، واعترافاً بمكانها، ودعاء للناس إلى التصديق بذكر المعجزة التي هي علم منطق الطير، وغير ذلك مما أوتيه من عظائم الأمور. والمنطق : كل ما يصوت به من المفرد والمؤلف، المفيد وغير المفيد. وقد ترجم يعقوب بن السكيت كتابه بإصلاح المنطق، وما أصلح فيه إلا مفردات الكلم، وقالت العرب : نطقت الحمامة، وكل صنف من الطير يتفاهم أصواته، والذي علمه سليمان من منطق الطير : هو ما يفهم بعضه من بعض من معانيه وأغراضه. ويحكى أنه مر على بلبل في شجرة يحرك رأسه ويميل ذنبه، فقال لأصحابه : أتدرون ما يقول ؟ قالوا : الله ونبيه أعلم : قال يقول : أكلت نصف تمرة فعلى