( ٩٢٩ ) ( لا تمكرُوا ولا تعينُوا ماكراً ؛ فإنّ الله تعالى يقول :﴿ وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيّىء إِلاَّ بِأَهْلِهِ ﴾ ولا تبغوا ولا تعينوا باغياً، يقول الله تعالى :﴿ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُمْ ﴾. وعن كعب أنه قال لابن عباس رضي الله عنهما : قرأت في التوراة : من حفر مغواة وقع فيها. قال : أن وجدت ذلك في كتاب الله، وقرأ الآية. وفي أمثال العرب : من حفر لأخيه جباً وقع فيه منكباً. وقرأ حمزة :( ومكر السيىءْ ) بإسكان الهمزة، وذلك لاستثقاله الحركات مع الياء والهمزة، ولعله اختلس فظنّ سكوناً أو وقف وقفة خفيفة، ثم ابتدى ﴿ وَلاَ يَحِيقُ ﴾. وقرأ ابن مسعود :( مكراً سيئاً ) ﴿ سُنَّتُ الاْوَّلِينِ ﴾ إنزال العذاب على الذين كذبوا برسلهم من الأمم قبلهم، وجعل استقبالهم لذلك انتظاراً له منهم، وبين أنّ عادته التي هي الانتقام من مكذبي الرسل عادة لا يبدلها ولا يحولها، أي : لا يغيرها، وأنّ ذلك مفعول له لا محالة، واستشهد عليهم بما كانوا يشاهدونه في مسايرهم ومتاجرهم في رحلهم إلى الشام والعراق واليمن : من آثار الماضين وعلامات هلاكهم ودمارهم ﴿ لِيُعْجِزَهُ ﴾ ليسبقه ويفوته.
! ٧ < ﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَاكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً ﴾ > ٧ !
< < فاطر :( ٤٥ ) ولو يؤاخذ الله..... > > ﴿بِمَا كَسَبُواْ ﴾ بما اقترفوا من معاصيهم ﴿ عَلَى ظَهْرِهَا ﴾ على ظهر الأرض ﴿ مِن دَابَّةٍ ﴾ من نسمة تدب عليها، يريد بني آدم. وقيل : ما ترك بني آدم وغيرهم من سائر الدواب بشؤم ذنوبهم. وعن ابن مسعود :
( ٩٣٠ ) كاد الجعل يعذب في جحره بذنب ابن آدم، ثم تلا هذه الآية. وعن أنس : إن الضبّ ليموت هزالاً في جحره بذنب ابن آدم. وقيل : يحبس المطر فيهلك كل شيء ﴿ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ﴾ إلى يوم القيامة ﴿ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً ﴾ وعيد بالجزاء.
وعن رسول الله ﷺ :