! ٢ < يوصيكم الله في أولادكم > ٢ ! النساء ١١ و
! ٢ < الله نور السماوات والأرض > ٢ ! النور ٣٥
وليست هذه الجمل بأسامي هذه القصائد وهذه السور والآي وإنما تعني رواية القصيدة التى ذاك استهلالها وتلاوة السورة او الآية التى تلك فاتحتها
فلما جرى الكلام على أسلوب من يقصد التسمية واستفيد منها ما يستفاد من التسمية قالوا ذلك على سبيل المجاز دون الحقيقة
وللمجيب عن الاعتراضين على الوجه الأول ان يقول التسمية بثلاثة أسماء فصاعدا مستنكرة لعمري وخروج عن كلام العرب ولكن اذا جعلت اسما واحدا على طريقة حضرموت فأما غير مركبة منثورة نثر أسماء العدد فلا استنكار فيها لأنها من باب التسمية بما حقه ان يحكى حكاية كما سموا بتأبط شرا وبرق نحره وشاب قرناها
وكما لو سمى بزيد منطلق او بيت شعر
وناهيك بتسوية سيبويه بين التسمية بالجملة والبيت من الشعر وبين التسمية بطائفة من أسماء حروف المعجم دلالة قاطعة على صحة ذلك
وأما تسمية السورة كلها بفاتحتها فليست بتصيير الإسم والمسمى واحدا لأنها تسمية مؤلف بمفرده والمؤلف غير المفرد
ألا ترى انهم جعلوا اسم الحرف مؤلفا منه ومن حرفين مضمومين اليه كقولهم صاد فلم يكن من جعل الإسم والمسمى واحدا حيث كان الإسم مؤلفا والمسمى مفردا
الوجه الثالث أن ترد السور مصدرة بذلك ليكون اول ما يقرع الأسماع مستقلا بوجه من الإعراب وتقدمه من دلائل الإعجاز
وذلك ان النطق بالحروف أنفسها كانت العرب فيه مستوية الأقدام الأميون منهم وأهل الكتاب بخلاف النطق بأسامي الحروف
فإنه كان مختصا بمن خط وقرأ وخالط أهل الكتاب وتعلم منهم وكان مستغربا مستبعدا من الأمي التكلم بها استبعاد الخط والتلاوة كما قال عز وجل
! ٢ < وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون > ٢ ! العنكبوت ٤٨
فكان حكم النطق بذلك مع اشتهار انه لم يكن ممن اقتبس شيئا من اهله حكم الأقاصيص المذكورة في القرآن التى لم تكن قريش ومن دان بدينها في شيء من الإحاطة بها في ان ذلك حاصل له من جهة الوحي وشاهد بصحة نبوته وبمنزلة ان يتكلم بالرطانة من غير ان يسمعها من احد
واعلم أنك اذا تأملت ما اورده الله عز سلطانه في الفواتح من هذه الأسماء وجدتها نصف أسامي حروف المعجم أربعة عشر