اتخذناهم سخرياً على الخبر أو الاستفهام، كقولك : إنها إبل أم شاء، وأزيد عندك أم عندك عمرو : ولك أن تقدّر همزة الاستفهام محذوفة فيمن قرأ بغير همزته، لأنّ ( أم ) تدلّ عليها، فلا تفترق القراءتان : إثبات همزة الاستفهام وحذفها. وقيل : الضمير في ﴿ يَصِدُّونَ وَقَالُواْ ﴾ لصناديد قريش كأبي جهل والوليد وأضرابهما، والرجال : عمار وصهيب وبلال وأشباههم. وقرىء :( سخرياً ) بالضم والكسر.
! ٧ < ﴿ إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴾ > ٧ !
< < ص :( ٦٤ ) إن ذلك لحق..... > > ﴿ إِنَّ ذالِكَ ﴾ أي الذي حكينا عنهم ﴿ لَحَقٌّ ﴾ لا بد أن يتكلموا به، ثم بين ما هو فقال هو ( تخاصم أهل النار ). وقرىء : بالنصب على أنه صفة لذلك، لأن أسماء الإشارة توصف بأسماء الأجناس. فإن قلت : لم سمي ذلك تخاصماً ؟ قلت ؛ شبه تقاولهم وما يجري بينهم من السؤال والجواب بما يجري بين المتخاصمين من نحو ذلك ولأنّ قول الرؤوساء : لا مرحباً بهم، وقول أتباعهم : بل أنتم لا مرحباً بكم، من باب الخصومة، فسمي التقاول كله تخاصماً لأجل اشتماله على ذلك.
! ٧ < ﴿ قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَاهٍ إِلاَّ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴾ > ٧ !
< < ص :( ٦٥ ) قل إنما أنا..... > > ﴿قُلْ ﴾ يا محمد لمشركي مكة : ما أنا إلا رسول ﴿ مُنذِرُ ﴾ أنذركم عذاب الله للمشركين، وأقول لكم : إنّ دين الحق، وأن يعتقد أن لا إلاه إلا الله ﴿ الْوَاحِدُ ﴾ بلا ندّ ولا شريك ﴿ الْقَهَّارُ ﴾ لكل شيء، وأنّ الملك والربوبية له في العالم كله وهو ﴿ الْعَزِيزُ ﴾ الذي لا يغلب إذا عاقب العصاة، وهو مع ذلك ﴿ الْغَفَّارُ ﴾ لذنوب من التجأ إليه. أو قل لهم ما أنا إلا منذر لكم ما أعلم، وأنا أنذركم عقوبة من هذه صفته، فإن مثله حقيق بأن يخاف عقابه كما هو حقيق بأن يرجى ثوابه.