ساج، وساكن لا ريح فيه لم تتميز الحقيقة من المجاز. فإن قلت : فهلا قيل : لمفضل، أو لمتفضل ؟ قلت : لأن الغرض تنكير الفضل، وأن يجعل فضلاً لا يوازيه فضل، وذلك إنما يستوي بالإضافة. فإن قلت : فلو قيل : ولكن أكثرهم، فلا يتكرر ذكر الناس ؟ قلت : في هذا التكرير تخصيص لكفران النعمة بهم، وأنهم هم الذين يكفرون فضل الله ولا يشكرونه، كقوله :﴿ إِنَّ الإِنْسَانَ لَكَفُورٌ ﴾ ( الزخرف : ١٥ ) ﴿ إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبّهِ لَكَنُودٌ ﴾ ( العاديات : ٦ )، ﴿ إِنَّ الإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ ( إبراهيم : ٣٤ ).
! ٧ < ﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَىْءٍ لاَّ إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ * كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُواْ بِأايَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ﴾ > ٧ !
< < غافر :( ٦٢ ) ذلكم الله ربكم..... > > ﴿ذَلِكُمُ ﴾ المعلوم المتميز بالأفعال الخاصة التي لا يشاركه فيها أحد هو ﴿ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلّ شَىْء لاَّ إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ ﴾ أخبار مترادفة، أي : هو الجامع لهذه الأوصاف من الإلاهية والربوبية وخلق كل شيء، وإنشائه لا يمتنع عليه شيء، والوحدانية : لا ثاني له ﴿ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ﴾ فكيف ومن أي : وجه تصرفون عن عبادته إلى عبادة الأوثان. ثم ذكر أن كل من جحد بآيات الله ولم يتأملها ولم يكن فيه همه طلب الحق وخشية العاقبة : أفك كما أفكوا. وقرىء :( خالق كل شيء ) نصباً على الاختصاص. وتؤفكون : بالتاء والياء.
! ٧ < ﴿ اللَّهُ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الاٌّ رْضَ قَرَاراً وَالسَّمَآءَ بِنَآءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ * هُوَ الْحَىُّ لاَ إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ > ٧ !
< < غافر :( ٦٤ ) الله الذي جعل..... > > هذه أيضاً دلالة أخرى على تمييزه بأفعال خاصة، وهي أنه جعل الأرض مستقراً ﴿ وَالسَّمَاء بِنَاء ﴾ أي : قبة. ومنه : أبنية العرب لمضاربهم ؛ لأن السماء في منظر العين كقبة مضروبة على وجه الأرض ﴿ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ﴾ وقرىء : بكسر الصاد والمعنى واحد. قيل : لم يخلق حيواناً أحسن صورة من الإنسان. وقيل : لم يخلقهم منكوسين كالبهائم، كقوله تعالى :﴿ فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ ( التين : ٤ ) ﴿ فَادْعُوهُ ﴾ فاعبدوه ﴿ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ ﴾ أي : الطاعة من الشرك والرياء، قائلين :﴿ الْحَمْدُ للَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ ﴾ وعن ابن عباس رضي الله عنهما : من قال : لا إلاه إلاّ الله، فليقل على أثرها : الحمد لله رب العالمين.
! ٧ < ﴿ قُلْ إِنِّى نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَآءَنِى الْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّى وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ >٧ { < غافر :( ٦٦ ) قل إني نهيت..... > >