فإن قلت : أما نهى رسول الله ﷺ عن عبادة الأوثان بأدلة العقل حتى جاءته البينات من ربه ؟ قلت : بلى ولكن البينات لما كانت مقوية لأدلة العقل ومؤكدة لها ومضمنة ذكرها نحو قوله تعالى :﴿ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ * وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴾ ( الصافات : ٩٥ ٩٦ ) وأشباه ذلك من التنبيه على أدلة العقل كان ذكر البينات ذكراً لأدلة العقل والسمع جميعاً، وإنما ذكر ما يدلّ على الأمرين جميعاً ؛ لأن ذكر تناصر الأدلة العقل وأدلة السمع أقوى في إبطال مذهبهم وإن كانت أدلة العقل وحدها كافية.
! ٧ < ﴿ هُوَ الَّذِى خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُواْ أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُواْ شُيُوخاً وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُواْ أَجَلاً مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ > ٧ !
< < غافر :( ٦٧ ) هو الذي خلقكم..... > > ﴿لِتَبْلُغُواْ أَشُدَّكُمْ ﴾ متعلق بفعل محذوف تقديره : ثم يبقيكم لتبلغوا. وكذلك لتكونوا. وأما ﴿ وَلِتَبْلُغُواْ أَجَلاً مُّسَمًّى ﴾ فمعناه : ونفعل ذلك لتبلغوا أجلاً مسمى، وهو وقت الموت. وقيل : يوم القيامة. وقرىء :( شيوخاً ) بكسر الشين. وشيخاً، على التوحيد، كقوله :﴿ طِفْلاً ﴾ ( الحج : ٥ ) والمعنى : كل واحد منكم. أو اقتصر على الواحد ؛ لأنّ الغرض بيان الجنس ﴿ مِن قَبْلُ ﴾ من قبل الشيخوخة أو من قبل هذه الأحوال إذا خرج سقطا ﴿ وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ ما في ذلك في العبر والحجج.
! ٧ < ﴿ هُوَ الَّذِى يُحْىِ وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فيَكُونُ ﴾ > ٧ !
< < غافر :( ٦٨ ) هو الذي يحيي..... > > ﴿فَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا ﴾ يكوّنه من غير كلفة ولا معاناة. جعل هذا نتيجة من قدرته