! ٧ < ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِالْجَنَّةِ الَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ فِى الْحَيَواةِ الدُّنْيَا وَفِى الاٌّ خِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِى أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ ﴾ > ٧ !
< < فصلت :( ٣٠ ) إن الذين قالوا..... > > ﴿ثُمَّ ﴾ لتراخي الاستقامة عن الإقرار في المرتبة. وفضلها عليه : لأنّ الاستقامة لها الشأن كله. ونحوه قوله تعالى :﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ ءامَنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ ﴾ ( الحجرات : ١٥ ) والمعنى : ثم ثبتوا على الإقرار ومقتضياته. وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه : استقاموا فعلاً كما استقاموا قولاً. وعنه : أنه تلاها ثم قال : ما تقولون فيها ؟ قالوا : لم يذنبوا. قال حملتم الأمر على أشدّه. قالوا : فما تقول ؟ قال : لم يرجعوا إلى عبادة الأوثان. وعن عمر رضي الله عنه : استقاموا على الطريقة لم يروغوا روغان الثعالب. وعن عثمان رضي الله عنه : أخلصوا العمل. وعن علي رضي الله عنه : أدّوا الفرائض. وقال سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه :
( ٩٨٦ ) قلت : يا رسول الله، أخبرني بأمر أعتصم به. قال :( قل ربّي الله، ثم استقم ) قال فقلت : ما أخوف ما تخاف عليّ ؟ فأخذ رسول الله ﷺ بلسان نفسه فقال :( هذا ) ﴿ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَئِكَةُ ﴾ عند الموت بالبشرى. وقيل : البشرى في ثلاثة مواطن : عند الموت، وفي القبر، وإذا قاموا من قبورهم ﴿ أَلاَّ تَخَافُواْ ﴾ أن بمعنى أي. أو مخففة من الثقيلة. وأصله : بأنه لا تخافوا، والهاء ضمير الشأن. وفي قراءة ابن مسعود رضي الله عنه : لا تخافوا، أي : يقولون : لا تخافوا ؛ والخوف : غمّ يلحق لتوقع المكروه، والحزن : غم يلحق لوقوعه من فوات نافع أو حصول ضارّ. والمعنى : أنّ الله كتب لكم الأمن من كل غمّ، فلن تذوقوه أبداً. وقيل : لا تخافوا ما تقدمون عليه، ولا تحزنوا على ما خلفتم. كما أنّ الشياطين قرناء العصاة وإخوانهم، فكذلك الملائكة أولياء المتقين