! ٧ < ﴿ وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَاكِن يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِى رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِّن وَلِىٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ﴾ > ٧ !
< < الشورى :( ٨ ) ولو شاء الله..... > > ﴿ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً ﴾ أي مؤمنين كلهم على القسر والإكراه، كقوله تعالى :﴿ وَلَوْ شِئْنَا لاَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا ﴾ ( السجدة : ١٣ ) وقوله تعالى :﴿ وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِى الاْرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ﴾ ( يونس : ٩٩ ) والدليل على أنّ المعنى هو الإلجاء إلى الإيمان. قوله :﴿ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ ﴾ ( يونس : ٩٩ ) وقوله تعالى :﴿ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ﴾ ( يونس : ٩٩ ) بإدخال همزة الإنكار على المكره دون فعله. دليل على أنّ الله وحده هو القادر على هذا الإكراه دون غيره. والمعنى : ولو شاء ربك مشيئة قدرة لقسرهم جميعاً على الإيمان، ولكنه شاء مشيئة حكمة، فكلفهم وبنى أمرهم على ما يختارون، ليدخل المؤمنين في رحمته وهم المرادون بمن يشاء. ألا ترى إلى وضعهم في مقابلة الظالمين ويترك الظالمين بغير ولي ولا نصير في عذابه.
! ٧ < ﴿ أَمِ اتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِىُّ وَهُوَ يُحْىِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ ﴾ > ٧ !
< < الشورى :( ٩ ) أم اتخذوا من..... > > معنى الهمزة في ﴿ أَمِ ﴾ الإنكار ﴿ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِىُّ ﴾ هو الذي يجب أن يتولى وحده ويعتقد أنه المولى والسيد، فالفاء في قوله :﴿ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِىُّ ﴾ جواب شرط مقدّر، كأنه قيل بعد إنكار كل ولي سواه : إن أرادوا ولياً بحق، فالله هو الولي بالحق، لا وليّ سواه ﴿ وَهُوَ يُحْىِ ﴾ أي : ومن شأن هذا الولي أنه يحيى ﴿ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلّ شَىْء قَدِيرٌ ﴾ فهو الحقيق بأن يتخذ ولياً دون من لا يقدر على شيء.
! ٧ < ﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَىْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّى عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ > ٧ !
< < الشورى :( ١٠ ) وما اختلفتم فيه..... > > ﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَىْء ﴾ حكاية قول رسول الله ﷺ للمؤمنين. أي : ما خالفكم فيه الكفار من أهل الكتاب والمشركين، فاختلفتم أنتم وهم فيه من أمر من أمور الدين، فحكم ذلك المختلف فيه مفوّض إلى الله تعالى، وهو إثابة المحقين فيه من المؤمنين ومعاقبة المبطلين ﴿ ذالِكُمْ ﴾ الحاكم بينكم هو ﴿ اللَّهُ رَبّى عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ﴾ في ردّ كيد أعداء الدين ﴿ وَإِلَيْهِ ﴾ أرجع في كفاية شرهم. وقيل : وما اختلفتم فيه وتنازعتم من شيء من الخصومات فتحاكموا فيه إلى رسول الله ﷺ، ولا تؤثروا على حكومته حكومة غيره، كقوله تعالى :﴿ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِى شَىْء فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ﴾ ( النساء : ٥٩ ) وقيل : وما اختلفتم فيه من تأويل آية واشتبه عليكم فارجعوا في بيانه إلى المحكم من كتاب الله والظاهر من سنة رسول الله ﷺ وقيل : وما وقع بينكم الخلاف فيه من العلوم التي لا تتصل بتكلفيكم ولا طريق لكم إلى علمه، فقولوا : الله أعلم، كمعرفة الروح. قال الله