على سائر الأنبياء فكان بعد تفاوتهم في الفضل أفضل منهم بدرجات كثيرة
والظاهر انه اراد محمدا ﷺ لأنه هو المفضل عليهم حيث اوتي ما لم يؤته احد من الآيات المتكاثرة المرتقية الى الف آية أو اكثر
ولو لم يؤت الا القرآن وحده لكفى به فضلا منيفا على سائر ما اوتي الأنبياء لأنه المعجزة الباقية على وجه الدهر دون سائر المعجزات
وفي هذا الإبهام من تفخيم فضله واعلاء قدره ما لا يخفى لما فيه من الشهادة على انه العلم الذي لا يشتبه والمتميز الذي لا يلتبس
ويقال للرجل من فعل هذا فيقول أحدكم او بعضكم يريد به الذي تعورف واشتهر بنحوه من الأفعال
فيكون أفخم من التصريح به وانوه بصاحبه وسئل الحطيئة عن أشعر الناس فذكر زهيرا والنابغة ثم قال ولو شئت لذكرت الثالث أراد نفسه ولو قال ولو شئت لذكرت نفسي لم يفخم امره ويجوز ان يريد ابراهيم ومحمدا وغيرهما من اولي العزم من الرسل
وعن ابن عباس رضي الله عنه
١٤٣ كنا في المسجد نتذاكر فضل الأنبياء فذكرنا نوحا بطول عبادته وإبراهيم بخلته وموسى بتكليم الله اياه وعيسى برفعه الى السماء وقلنا رسول الله ﷺ أفضل منهم بعث الى الناس كافة وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وهو خاتم الأنبياء فدخل عليه السلام فقال ( فيم انتم فذكرنا له فقال لا ينبغي لأحد ان يكون خيرا من يحيى بن زكريا فذكر انه لم يعمل سيئة قط ولم يهم بها )
(١)
فإن قلت فلم خص موسى وعيسى من بين الأنبياء بالذكر قلت لما اوتيا من الآيات العظيمة والمعجزات الباهرة
ولقد بين الله وجه التفضيل حيث جعل التكليم من الفضل وهو آية من الآيات فلما كان هذان النبيان قد أوتيا ما أوتيا من عظام الآيات خصا بالذكر في باب التفضيل
وهذا دليل
١-