! ٧ < ﴿ وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَاذِهِ وَكَفَّ أَيْدِىَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ ءَايَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً ﴾ > ٧ !
< < الفتح :( ٢٠ ) وعدكم الله مغانم..... > > ﴿ وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً ﴾ وهي ما يفيء على المؤمنين إلى يوم القيامة ﴿ فَعَجَّلَ لَكُمْ هَاذِهِ ﴾ المغانم يعني مغانم خيبر ﴿ وَكَفَّ أَيْدِىَ النَّاسِ عَنْكُمْ ﴾ يعني أيدي أهل خيبر وحلفاؤهم من أسد وغطفان حين جاؤوا لنصرتهم، فقذف الله في قلوبهم الرعب فنكصوا. وقيل : أيدي أهل مكة بالصلح ﴿ وَلِتَكُونَ ﴾ هذه الكفة ﴿ لّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ ﴾ وعبرة يعرفون بها أنهم من الله تعالى بمكان، وأنه ضامن نصرهم والفتح عليهم. وقيل : رأى رسول الله ﷺ فتح مكة في منامه، ورؤيا الأنبياء صلوات الله عليهم وحي، فتأخر ذلك إلى السنة القابلة، فجعل فتح خيبر علامة وعنواناً لفتح مكة ﴿ وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُّسْتَقِيماً ﴾ ويزيدكم بصيرة ويقيناً، وثقة بفضل الله.
! ٧ < ﴿ وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيراً ﴾ > ٧ !
< < الفتح :( ٢١ ) وأخرى لم تقدروا..... > > ﴿وَأُخْرَى ﴾ معطوفة على هذه، أي : فعجل لكم هذه المغانم ومغانم أخرى ﴿ لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا ﴾ وهي مغانم هوازن في غزوة حنين، وقال : لم تقدروا عليها لما كان فيها من الجوالة ﴿ قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا ﴾ أي قدر عليها واستولى وأظهركم عليها وغنمكموها. ويجوز في ﴿ أُخْرَى ﴾ النصب بفعل مضمر، يفسر ﴿ قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا ﴾ تقديره : وقضى الله أخرى قد أحاط بها. وأما ﴿ لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا ﴾ فصفة لأخرى، والرفع على الابتداء لكونها موصوفة بلم تقدروا، وقد أحاط بها : خبر المبتدأ، والجرّ بإضمار رب. فإن قلت : قوله تعالى :﴿ وَلِتَكُونَ ءايَةً لّلْمُؤْمِنِينَ ﴾ ( الفتح : ٢٠ ) كيف موقعه ؟ قلت : هو كلام معترض. ومعناه : ولتكون الكفة آية للمؤمنين فعل ذلك. ويجوز أن يكون المعنى : وعدكم المغانم، فعجل هذه الغنيمة وكف الأعداء لينفعكم بها، ولتكون آية للمؤمنين إذا وجدوا وعد الله بها صادقاً، لأنّ صدق الإخبار عن الغيوب معجزة وآية، ويزيدكم بذلك هداية وإيقاناً.
! ٧ < ﴿ وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كفَرُواْ لَوَلَّوُاْ الاٌّ دْبَارَ ثُمَّ لاَ يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً * سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِى قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً ﴾ > ٧ !
< < الفتح :( ٢٢ - ٢٣ ) ولو قاتلكم الذين..... > > ﴿ وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كفَرُواْ ﴾ من أهل مكة ولم يصالحوا. وقيل : من حلفاء أهل خيبر لغلبوا وانهزموا ﴿ سُنَّةَ اللَّهِ ﴾ في موضع المصدر المؤكد، أي : سن الله غلبة أنبيائه سنه، وهو قوله تعالى :﴿ لاَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِى ﴾ ( المجادلة : ٢١ ).