عباس رضي الله عنهما : الوتر بعد العشاء. والأدبار : جمع دبر. وقرىء :( وأدبار ) من أدبرت الصلاة إذا انقضت وتمت. ومعناه : ووقت انقضاء السجود، كقولهم : آتيك خفوق النجم ﴿ وَاسْتَمِعْ ﴾ يعني واستمع لما أخبرك به من حال يوم القيامة. وفي ذلك تهويل وتعظيم لشأن المخبر به والمحدّث عنه، كما يروى عن النبي ﷺ
( ١٠٨٧ ) أنه قال سبعة أيام لمعاذ بن جبل :( يا معاذاً اسمع ما أقول لك )، ثم حدّثه بعد ذلك. فإن قلت : بم انتصب اليوم ؟ قلت : بما دل عليه ﴿ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ﴾ أي : يوم ينادي المنادي يخرجون من القبور. ويوم يسمعون : بدل من ﴿ يَوْمَ يُنَادِ ﴾ و ﴿ الْمُنَادِ ﴾ إسرافيل ينفخ في الصور وينادي : أيتها العظام البالية والأوصال المنقطعة واللحوم المتمزقة والشعور المتفرقة إنّ الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء. وقيل : إسرافيل ينفخ وجبريل ينادي بالحشر ﴿ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ ﴾ من صخرة بيت المقدس، وهي أقرب الأرض من السماء باثني عشر ميلاً، وهي وسط الأرض. وقيل : من تحت أقدامهم. وقيل : من منابت شعورهم يسمع من كل شعرة : أيتها العظام البالية، و ﴿ الصَّيْحَةَ ﴾ النفخة الثانية ﴿ بِالْحَقّ ﴾ متعلق بالصيحة، والمراد به البعث والحشر للجزاء.
! ٧ < ﴿ يَوْمَ تَشَقَّقُ الاٌّ رْضُ عَنْهُمْ سِرَاعاً ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ ﴾ > ٧ !
< < ق :( ٤٤ ) يوم تشقق الأرض..... > > وقرىء :( تشقق ) وتشقق بإدغام التاء في الشين، وتشقق على البناء للمفعول، وتنشق ﴿ سِرَاعاً ﴾ حال من المجرور ﴿ عَلَيْنَا يَسِيرٌ ﴾ تقديم الظرف يدل على الاختصاص، يعني : لا يتيسر مثل ذلك الأمر العظيم إلا على القادر الذات الذي لا يشغله شأن عن شأن، كما قال تعالى :﴿ مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ واحِدَةٍ ﴾ ( لقمان : ٢٨ ).
! ٧ < ﴿ نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْءَانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ﴾ > ٧ !
< < ق :( ٤٥ ) نحن أعلم بما..... > > ﴿نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ﴾ تهديد لهم وتسلية لرسول الله ﷺ ﴿ بِجَبَّارٍ ﴾ كقوله تعالى :﴿ بِمُسَيْطِرٍ ﴾ حتى تقسرهم على الإيمان، إنما أنت داع وباعث. وقيل : أريد التحلم عنهم وترك الغلظة عليهم. ويجوز أن يكون من جبره على الأمر بمعنى أجبره عليه، أي : ما أنت بوال عليهم تجبرهم على الإيمان. وعلى بمنزلته في قولك : هو

__________


الصفحة التالية
Icon