) %
وقوله :﴿ قَلِيلاً ﴾ و ﴿ مِّنَ الَّيْلِ ﴾ لأن الليل وقت السبات والراحة، وزيادة ﴿ مَا ﴾ المؤكدة لذلك : وصفهم بأنهم يحيون الليل متهجدين، فإذا أسحروا أخذوا في الاستغفار، كأنهم أسلفوا في ليلهم الجرائم. وقوله :﴿ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ فيه أنهم هم المستغفرون الأحقاء بالاستغفار دون المصرين، فكأنهم المختصون به لاستدامتهم له وإطنابهم فيه. فإن قلت : هل يجوز أن تكون ما نافية كما قال بعضهم، وأن يكون المعنى : أنهم لا يهجعون من الليل قليلاً، ويحيونه كله ؟ قلت : لا، لأن ما النافية لا يعمل ما بعدها فيما قبلها. تقول : زيداً لم أضرب، ولا تقول : زيداً ما ضربت : السائل : الذي يستجدي ﴿ وَالْمَحْرُومِ ﴾ الذي يحسب غنياً فيحرم الصدقة لتعففه. وعن النبي ﷺ :
( ١٠٨٩ ) ( ليس المسكين الذي تردّه الأكلة والأكلتان واللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان ) قالوا : فما هو ؟ قال :( الذي لا يجد ولا يتصدق عليه ) وقيل : الذي لا ينمى له مال. وقيل : المحارف الذي لا يكاد يكسب.
! ٧ < ﴿ وَفِى الاٌّ رْضِ ءَايَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ * وَفِى أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ ﴾ > ٧ !
< < الذاريات :( ٢٠ - ٢١ ) وفي الأرض آيات..... > > ﴿ وَفِى الاْرْضِ ءايَاتٌ ﴾ تدل على الصانع وقدرته وحكمته وتدبيره حيث هي مدحوّة كالبساط لما فوقها كما قال :﴿ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الاْرْضَ مَهْداً ﴾ ( طه : ٥٣ ) وفيها المسالك والفجاج للمتقلبين فيها والماشين في مناكبها، وهي مجزأة : فمن سهل وجبل وبر وبحر : وقطع متجاورات : من صلبة ورخوة، وعذاة وسبخة ؛ وهي كالطروقة تلقح بألوان النبات وأنواع الأشجار بالثمار المختلفة الألوان والطعوم والروائح تسقى بماء واحد ﴿ وَنُفَضّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِى الاْكُلِ ﴾ ( الرعد : ٤ ) وكلها موافقة لحوائج ساكنيها ومنافعهم ومصالحهم في صحتهم واعتلالهم، وما فيها من العيون المتفجرة والمعادن المفننة والدواب المنبثة في برها وبحرها المختلفة الصور والأشكال والأفعال : من الوحشي والإنسي والهوام، وغير ذلك ﴿ لّلْمُوقِنِينَ ﴾ الموحدين الذين سلكوا الطريق السوي البرهاني الموصل إلى المعرفة، فهم نظارون بعيون باصرة وأفهام نافذة، كلما رأوا آية عرفوا وجه تأملها، فازدادوا إيماناً مع إيمانهم، وإيقاناً إلى إيقانهم ﴿ وَفِى أَنفُسِكُمْ ﴾ في

__________


الصفحة التالية
Icon