وإلى دينكم فقال أنس بن النضر عم انس بن مالك يا قوم إن كان قتل محمد فإن رب محمد حي لا يموت وما تصنعون بالحياة بعد رسول الله ﷺ فقاتلوا على ما قاتل عليه وموتوا على ما مات عليه ثم قال اللهم اني أعتذر اليك مما يقول هؤلاء وأبرأ اليك مما جاء به هؤلاء ثم شد بسيفه فقاتل حتى قتل
(١)
وعن بعض المهاجرين أنه مر بانصاري يتشحط في دمه فقال يا فلان أشعرت ان محمدا قد قتل فقال ان كان قتل فقد بلغ قاتلوا على دينكم والمعنى
! ٢ < وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل > ٢ !
فسيخلو كما خلوا وكما ان اتباعهم بقوا متمسكين بدينهم بعد خلوهم فعليكم أن تتمسكوا بدينه بعد خلوه لأن الغرض من بعثة الرسل تبليغ الرسالة والزام الحجة لا وجوده بين أظهر قومه
^ أفإين مات ^
الفاء معلقة للجملة الشرطية بالجملة قبلها على معنى التسبيب والهمزة لإنكار ان يجعلوا ان خلو الرسل قبله وبقاء دينهم متمسكا به يجب أن يجعل سببا للتمسك بدين محمد ﷺ لا للإنقلاب عنه
فإن قلت لم ذكر القتل وقد علم انه لا يقتل قلت لكونه مجوزا عند المخاطبين
فإن قلت اما علموه من ناحية قوله
! ٢ < والله يعصمك من الناس > ٢ ! المائدة ٦٧ قلت هذا مما يختص بالعلماء منهم وذوي البصيرة ألا ترى أنهم سمعوا بخبر قتله فهربوا على أنه يحتمل العصمة من فتنة الناس وإذلالهم والانقلاب على الأعقاب الإدبار عما كان رسول الله ﷺ يقوم به من امر الجهاد وغيره وقيل الارتداد وما ارتد أحد من المسلمين ذلك اليوم الا ما كان من قول المنافقين ويجوز ان يكون على وجه التغليظ عليهم فيما كان منهم من الفرار والانكشاف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإسلامه
! ٢ < فلن يضر الله شيئا > ٢ !
فما ضر الا نفسه لأن الله تعالى لا يجوز عليه المضار والمنافع
! ٢ < وسيجزي الله الشاكرين > ٢ !
الذي لم ينقلبوا كأنس بن النضر وأضرابه
وسماهم شاكرين لأنهم شكروا نعمة الاسلام فيما فعلوا المعنى ان موت الأنفس محال أن يكون الا بمشيئة الله فأخرجه مخرج فعل لا ينبغي لأحد ان يقدم عليه الا أن يأذن الله له فيه تمثيلا ولأن ملك الموت هو الموكل بذلك فليس له ان يقبض نفسا الا بإذن من الله وهو على معنيين أحدهما تحريضهم على الجهاد وتشجيعهم على لقاء العدو بإعلامهم ان الحذر لا ينفع وأن أحدا
١-