العدو بتكثيركم سواد المجاهدين وإن لم تقاتلوا لأن كثرة السواد مما يروع العدو ويكسر منه
وعن سهل بن سعد الساعدي وقد كف بصره لو امكنني لبعت داري ولحقت بثغر من ثغور المسلمين فكنت بينهم وبين عدوهم
قيل وكيف وقد ذهب بصرك قال لقوله
! ٢ < أو ادفعوا > ٢ !
أراد كثروا سوادهم ووجه آخر وهو ان يكون معنى قولهم
! ٢ < لو نعلم قتالا > ٢ !
لو نعلم ما يصح ان يسمى قتالا
! ٢ < لاتبعناكم > ٢ !
يعنون ان ما انتم فيه لخطأ رأيكم وزللكم عن الصواب ليس بشيء ولا يقال لمثله قتال إنما هو إلقاء بالأنفس الى التهلكة لأن رأي عبد الله كان في الإقامة بالمدينة وما كان يستصوب الخروج
! ٢ < هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان > ٢ !
يعني انهم قبل ذلك اليوم كانوا يتظاهرون بالإيمان وما ظهرت منهم أمارة تؤذن بكفرهم فلما انخذلوا عن عسكر المؤمنين وقالوا ما قالوا تباعدوا بذلك عن الايمان المظنون بهم واقتربوا من الكفر
وقيل هم لأهل الكفر أقرب نصرة منهم لأهل الايمان لأن تقليلهم سواد المسلمين بالانخذال تقوية للمشركين
! ٢ < يقولون بأفواههم > ٢ !
لا يتجاوز ايمانهم أفواههم ومخارج الحروف منهم ولا تعي قلوبهم منه شيئا
وذكر الأفواه مع القلوب تصوير لنفاقهم وأن ايمانهم موجود في افواههم معدوم في قلوبهم خلاف صفة المؤمنين في مواطأة قلوبهم لأفواههم
! ٢ < والله أعلم بما يكتمون > ٢ !
من النفاق
وبما يجري بعضهم مع بعض من ذم المؤمنين وتجهيلهم وتخطئة رأيهم والشماتة بهم وغير ذلك لأنكم تعلمون بعض ذلك علما مجملا بأمارات وانا أعلم كله علم احاطة بتفاصيله وكيفياته
! ٢ < الذين قالوا > ٢ !
في إعرابه اوجه ان يكون نصبا على الذم او على الرد على الذين نافقوا او رفعا على هم الذين قالوا او على الابدال من واو يكتمون
ويجوز ان يكون مجرورا بدلا من الضمير في بأفواههم او قلوبهم كقوله
( على جوده لضن بالماء حاتم % )
! ٢ < لإخوانهم > ٢ !
لأجل إخوانهم من جنس المنافقين المقتولين يوم احد او إخوانهم في النسب وفي سكنى الدار
! ٢ < وقعدوا > ٢ !
أي قالوا وقد قعدوا على القتال لو اطاعنا اخواننا فيما أمرناهم به من القعود ووافقونا فيه لما قتلوا كما لم نقتل
^ قل فادرؤا عن انفسكم الموت ان كنتم صادقين ^
معناه قل إن كنتم صادقين في انكم وجدتم الى دفع القتل سبيلا وهو القعود عن القتال فجحدوا الى دفع الموت سبيلا يعني ان ذلك الدفع غير