) %
وجمعها لين. وقرىء :( قوّما ) على أصلها. وفيه وجهان : أنه جمع أصل كرهن ورهن. أو اكتفى فيه بالضمة عن الواو. وقرىء :( قائماً على أصوله ) ذهاباً إلى لفظ ما ﴿ فَبِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ فقطعها بإذن الله وأمره ﴿ وَلِيُخْزِىَ الْفَاسِقِينَ ﴾ وليذل اليهود ويغيظهم إذن في قطعها، وذلك :
( ١١٥٣ ) أنّ رسول الله ﷺ حين أمر أن تقطع نخلهم وتحرق قالوا : يا محمد، قد كنت تنهي عن الفساد في الأرض، فما بال قطع النخل وتحريقها ؟ فكان في نفس المؤمنين من ذلك شيء. فنزلت، يعني : أنّ الله أذن لهم في قطعها ليزيدكم غيظاً ويضاعف لكم حسرة إذا رأيتموهم يتحكمون في أموالكم كيف أحبوا ويتصرفون فيها ما شاؤوا. واتفق العلماء أنّ حصون الكفرة وديارهم لا بأس بأن تهدم وتحرق وتغرق وترمي بالمجانيق. وكذلك أشجارهم لا بأس بقلعها مثمرة كانت أو غير مثمرة. وعن ابن مسعود : قطعوا منها ما كان موضعا للقتال. فإن قلت : لم خصت اللينة بالقطع ؟ قلت : إن كانت من الألوان فليستبقوا لأنفسهم العجوة والبرنية، وإن كانت من كرام النخل فليكون غيظ اليهود أشد وأشق. وروى :
( ١١٥٤ ) أن رجلين كانا يقطعان : أحدهما العجوة، والآخر اللون، فسألهما رسول الله ﷺ فقال هذا : تركتها لرسول الله، وقال هذا : قطعتها غيظاً للكفار. وقد استدل به على جواز الاجتهاد، وعلى جوازه بحضرة الرسول ﷺ ؛ لأنهما بالاجتهاد فعلا ذلك، واحتج به من يقول : كل مجتهد مصيب.
! ٧ < ﴿ وَمَآ أَفَآءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَآ أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ وَلَاكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ * مَّآ أَفَآءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَى لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الاٌّ غْنِيَآءِ مِنكُمْ وَمَآ ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ > ٧ !
< < الحشر :( ٦ - ٧ ) وما أفاء الله..... > > ﴿ أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ ﴾ جعله له فيئاً خاصة. والإيجاف من الوجيف. وهو السير السريع. ومنه قوله عليه الصلاة والسلام في الإفاضة من عرفات.