في تكذيبهم الرسل ﴿ فَسُحْقًا ﴾ قرىء بالتخفيف والتثقيل، أي : فبعداً لهم، اعترفوا أو جحدوا ؛ فإنّ ذلك لا ينفعهم.
! ٧ < ﴿ وَأَسِرُّواْ قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُواْ بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ > ٧ !
< < الملك :( ١٣ ) وأسروا قولكم أو..... > > ظاهره الأمر بأحد الأمرين : الإسرار والإجهار. ومعناه : ليستو عندكم إسراركم وإجهاركم في علم الله بهما، ثم أنه علله ب ( بأنه عليم بذات الصدور ) أي بضمائرها قبل أن تترجم الألسنة عنها، فكيف لا يعلم ما تكلم به. ثم أنكر أن لا يحيط علماً بالمضمر والمسر والمجهر ﴿ مِنْ خَلَاقٍ ﴾ الأشياء، وحاله أنه اللطيف الخبير، المتوصل علمه إلى ما ظهر من خلقه وما بطن. ويجوز أن يكون ﴿ مِنْ خَلَاقٍ ﴾ منصوباً بمعنى : ألا يعلم مخلوقه وهذه حاله. وروى أنّ المشركين كانوا يتكلمون فيما بينهم بأشياء، فيظهر الله رسوله علتها، فيقولون : أسروا قولكم لئلا يسمعه إله محمد، فنبه الله على جهلهم. فإن قلت : قدرت في ﴿ أَلاَ يَعْلَمُ ﴾ مفعولاً على معنى : ألا يعلم ذلك المذكور مما أضمر في القلب وأظهر باللسان من خلق، فهلا جعلته مثل قولهم : هو يعطي ويمنع ؛ وهلا كان المعنى : ألا يكون عالماً من هو خالق ؛ لأنّ الخلق لا يصح إلا مع العلم ؟ قلت : أبت ذلك الحال التي هي قوله :﴿ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ لأنك لو قلت : ألا يكون عالماً من هو خالق وهو اللطيف الخبير : لم يكن معنى صحيحاً ؛ لأنّ ألا يعلم معتمد على الحال. والشيء لا يوقت بنفسه، فلا يقال : ألا يعلم وهو عالم، ولكن ألا يعلم كذا وهو عالم