> ١ ( سورة الحاقة ) ١ <
مكية، وآياتها ٥٢ ( نزلت بعد الملك )
بسم اللَّه الرحمان الرحيم
! ٧ < ﴿ الْحَاقَّةُ * مَا الْحَآقَّةُ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ * كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ * فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُواْ بِالطَّاغِيَةِ * وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُواْ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ * فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ ﴾ > ٧ !
< < الحاقة :( ١ ) الحاقة > > ﴿الْحَاقَّةُ ﴾ الساعة الواجبة الوقوع الثابتة المجيء، التي هي آتية لا ريب فيها. أو التي فيها حواق الأمور من الحساب والثواب والعقاب. أو التي تحق فيها الأمور، أي : تعرف على الحقيقة، من قولك لا أحق هذا، أي : لا أعرف حقيقته. جعل الفعل لها وهو لأهلها وارتفاعها على الابتداء وخبرها ﴿ مَا الْحَآقَّةُ ﴾ والأصل : الحاقة ما هي، أي أيّ شيء هي تفخيماً لشأنها وتعظيماً لهولها، فوضع الظاهر موضع المضمر ؛ لأنه أهول لها ﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ ﴾ وأيّ شيء أعلمك ما الحاقة، يعني : أنك لا علم لك بكنهها ومدى عظمها، عى أنه من العظم والشدة بحيث لا يبلغه دراية أحد ولا وهمه، وكيفما قدرت حالها فهي أعظم من ذلك، و ( ما ) في موضع الرفع على الابتداء. و ﴿ أَدْرَاكَ ﴾ معلق عنه لتضمنه معنى الاستفهام. ( القارعة ) التي تقرع الناس بالأفزاع والأهوال، والسماء بالانشقاق والإنفطار، والأرض والجبال بالدك والنسف، والنجوم بالطمس والانكدار. ووضعت موضع الضمير لتدل على معنى القرع. في الحاقة : زيادة في وصف شدتها ؛ ولما ذكرها وفخمها أتبع ذكر من كذب بها وما حل بهم بسبب التكذيب، تذكيراً لأهل مكة وتخويفاً لهم من عاقبة تكذيبهم ﴿ بِالطَّاغِيَةِ ﴾ بالواقعة المجاوزة للحد في الشدة. واختلف فيها، فقيل : الرجفة. وعن ابن عباس : الصاعقة. وعن قتادة : بعث الله عليهم صيحة فأهمدتهم. وقيل : الطاغية مصدر كالعافية، أي : بطغيانهم ؛ وليس بذاك لعدم الطباق بينها وبين قوله ﴿ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ ﴾ والصرصر : الشديدة الصوت لها صرصرة. وقيل : الباردة من الصر، كأنها التي كرر فيها البرد وكثر : فهي تحرق لشدة بردها ﴿ عَاتِيَةٍ ﴾ شديدة العصف والعتو استعارة. أو عتت على عاد، فما قدروا على ردّها