فجاؤا فلم يزالوا به حتى شرب شربة من سويق ﴿ يَوْمَ تَرْجُفُ ﴾ منصوب بما في لدينا. والرجفة. الزلزلة الشديدة. والكثيب : الرمل المجتمع من كثب الشيء إذا جمعه، كأنه فعيل بمعنى مفعول في أصله. ومنه الكثبة من اللبن، قالت الضائنة : أجز جفالا وأحلب كثباً عجالا، أي : كانت مثل رمل مجتمع هيل هيلا، أي : نثر وأسيل.
! ٧ < ﴿ إِنَّآ أَرْسَلْنَآ إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَآ أَرْسَلْنَآ إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً * فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً ﴾ > ٧ !
< < المزمل :( ١٥ - ١٦ ) إنا أرسلنا إليكم..... > > الخطاب لأهل مكة ﴿ شَاهِداً عَلَيْكُمْ ﴾ يشهد عليكم يوم القيامة بكفركم وتكذيبكم. فإن قلت : لم نكر الرسول ثم عرف ؟ قلت : لأنه أراد : أرسلنا إلى فرعون بعض الرسل، فلما أعاده، وهو معهود بالذكر أدخل لام التعريف إشارة إلى المذكور بعينه ﴿ وَبِيلاً ﴾ ثقيلاً غليظاً، من قولهم : كلأ وبيل وخم لا يستمرأ لثقله. والوبيل : العصا الضخمة ومنه الوابل للمطر العظيم.
! ٧ < ﴿ فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً * السَّمَآءُ مُنفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً ﴾ > ٧ !
< < المزمل :( ١٧ ) فكيف تتقون إن..... > > ﴿يَوْماً ﴾ مفعول به، أي : فكيف تقون أنفسكم يوم القيامة وهو له، إن بقيتم على الكفر. ولم تؤمنوا وتعملوا صالحاً. ويجوز أن يكون ظرفاً، أي : فكيف لكم بالتقوى في يوم القيامة إن كفرتم في الدنيا ويجوز أن ينتصب بكفرتم على تأويل جحدتم، أي فكيف تتقون الله وتخشونه إن جحدتم يوم القيامة والجزاء : لأن تقوى الله خوف عقابه ﴿ يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً ﴾ مثل في الشدة يقال في اليوم الشديد : يوم يشيب نواصي الأطفال والأصل فيه : أنّ الهموم والأحزان إذا تفاقمت على الإنسان أسرع فيه الشيب. قال أبو الطيب :% ( وَالْهَمُّ يَخْتَرِمُ الْجَسِيمَ نَحَافَة % وَيُشِيبُ نَاصِيَةَ الصَّبِيِّ وَيُهْرِمُ ) %
وقد مرّ بي في بعض الكتب أن رجلاً أمسى فاحم الشعر كحنك الغراب. وأصبح وهو أبيض الرأس واللحية كالثغامة، فقال : أريت القيامة والجنة والنار في المنام، ورأيت الناس يقادون في السلاسل إلى النار، فمن هول ذلك أصبحت كما ترون. ويجوز أن