لأنه من الماء ﴿ مَتَاعاً لَّكُمْ ﴾ فعل ذلك تمتيعاً لكم ﴿ وَلاِنْعَامِكُمْ ﴾ لأن منفعة ذلك التمهيد واصلة إليهم وإلى أنعامهم.
! ٧ < ﴿ فَإِذَا جَآءَتِ الطَّآمَّةُ الْكُبْرَى * يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ مَا سَعَى * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى ﴾ > ٧ !
< < النازعات :( ٣٤ ) فإذا جاءت الطامة..... > > ﴿الطَّآمَّةُ ﴾ الداهية التي تطم على الدواهي، أي : تعلو وتغلب. وفي أمثالهم : جرى الوادي فطمَّ على القرى، وهي القيامة لطمومها على كل هائلة. وقيل : هي النفخة الثانية. وقيل : الساعة التي تساق فيها أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار ﴿ يَوْمَ يَتَذَكَّرُ ﴾ بدل من إذا جاءت، يعني : إذا رأى أعماله مدونة في كتابه تذكرها وكان قد نسيها، كقوله :﴿ أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ﴾ ( المجادلة : ٦ )، و ﴿ مَا ﴾ في ﴿ مَا سَعَى ﴾ موصولة، أو مصدرية ﴿ وَبُرّزَتِ ﴾ أظهرت وقرأ أبو نهيك ( وبرزت ) ﴿ لِمَن يَرَى ﴾ للرائين جميعاً، أي : لكل أحد، يعني : أنها تظهر إظهاراً بينا مكشوفاً، يراها أهل الساهرة كلهم، كقوله : قد بين الصبح لذي عينين، يريد : لكل من له بصر ؛ وهو مثل في الأمر المنكشف الذي لا يخفى على أحد وقرأ ابن مسعود ( لمن رأى ) وقرأ عكرمة ( لمن ترى ) والضمير للجحيم، كقوله :﴿ إِذَا رَأَتْهُمْ مّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ﴾ ( الفرقان : ١٢ ) وقيل : لمن ترى يا محمد.
! ٧ < ﴿ فَأَمَّا مَن طَغَى * وَءاثَرَ الْحَيَواةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِىَ الْمَأْوَى ﴾ > ٧ !
< < النازعات :( ٣٧ ) فأما من طغى > > ﴿فَأَمَّا ﴾ جواب ﴿ فَإِذَا ﴾ أي : فإذا جاءت الطاقة فإنّ الأمر كذلك والمعنى : فإنّ الجحيم مأواه، كما تقول للرجل : غض الطرف، تريد : طرفك، وليس الألف واللام بدلاً من الإضافة، ولكن لما علم أنّ الطاغى هو صاحب المأوى، وأنه لا يغض الرجل طرف غيره : تركت الإضافة ؛ ودخول حرف التعريف في المأوى والطرف للتعريف، لأنهما معروفان، و ﴿ هِىَ ﴾ فصل أو مبتدأ.
! ٧ < ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِىَ الْمَأْوَى ﴾ > ٧ !
< < النازعات :( ٤٠ - ٤١ ) وأما من خاف..... > > ﴿ وَنَهَى النَّفْسَ ﴾ الأمارة بالسوء ﴿ عَنِ الْهَوَى ﴾ المردي وهو اتباع الشهوات وزجرها عنه وضبطها بالصبر والتوطين على إيثار الخير. وقيل : الآيتان نزلتا في أبي عزيز بن عمير ومصعب بن عمير، وقد قتل مصعب أخاه أبا عزير يوم أحد، ووقى رسول اللَّه ﷺ بنفسه