وهو مخرجه من بطن أمّه. أو السبيل الذي يختار سلوكه من طريقي الخير والشر بإقداره وتمكينه، كقوله :﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ ﴾ ( الإنسان : ٣ ) وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما : بين له سبيل الخير والشر ﴿ فَأَقْبَرَهُ ﴾ فجعله ذا قبر يوارى فيه تكرمة له، ولم يجعله مطروحاً على وجه الأرض جزراً للسباع والطير كسائر الحيوان. يقال : قبر الميت إذا دفنه. وأقبره الميت. إذا أمره أن يقبره ومكنه منه. ومنه قول من قال للحجاج : أقبرنا صالحاً ﴿ أَنشَرَهُ ﴾ أنشأه النشأة الأخرى. وقرىء ( نشره ) ﴿ كَلاَّ ﴾ ردع للإنسان عما هو عليه ﴿ لَمَّا يَقْضِ ﴾ لم يقض بعد، مع تطاول الزمان وامتداده من لدن آدم إلى هذه الغاية ﴿ مَآ أَمَرَهُ ﴾ الله حتى يخرج عن جميع أوامره، يعني : أنّ إنساناً لم يخل من تقصير قط.
! ٧ < ﴿ فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ! ٧ < ط { أَنَّا صَبَبْنَا الْمَآءَ صَبّاً * ثُمَّ شَقَقْنَا الاٌّ رْضَ شَقّاً * فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً * وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَآئِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً * مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلاًّنْعَامِكُمْ ﴾ > ٧ !
< < عبس :( ٢٤ ) فلينظر الإنسان إلى..... > > ولما عدد النعم في نفسه : أتبعه ذكر النعم فيما يحتاج إليه، فقال :﴿ فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ﴾ إلى مطعمه الذي يعيش به كيف دبرناً أمره ( أنا صببنا الماء ) يعني الغيث. قرىء بالكسر على الاستئناف، وبالفتح على البدل من الطعام، وقرأ الحسين بن علي رضي اللَّه عنهما ( أنى صببنا ) بالإمالة على معنى : فلينظر الإنسان كيف صببنا الماء. وشققنا : من شق الأرض بالنبات ويجوز أن يكون من شقها بالكراب على البقر ؛ وأسند الشك إلى نفسه إسناد الفعل إلى السبب. والحب : كل ما حصد من نحو الحنطة والشعير وغيرهما. والقضب : الرطبة والمقضاب : أرضه، سمي بمصدر قضبه إذا قطعه ؛ لأنه يقضب مرَّة بعد مرّة ﴿ وَحَدَائِقَ غُلْباً ﴾ يحتمل أن يجعل كل حديقة غلباء، فيريد تكاثفها وكثرة أشجارها وعظمها، كما تقول : حديقة ضخمة، وأن يجعل شجرها غلباً، أي : عظاماً غلاظاً. والأصل في الوصف بالغلب : الرقاب ؛ فاستعير. قال عمرو بن معد يكرب :

__________


الصفحة التالية
Icon