> ١ ( سورة الأعلى ) ١ <
مكية، وآياتها ١٩ ( نزلت بعد التكوير )
بسم اللَّه الرحمان الرحيم
! ٧ < ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الاّعْلَى * الَّذِى خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِى قَدَّرَ فَهَدَى * وَالَّذِى أَخْرَجَ الْمَرْعَى * فَجَعَلَهُ غُثَآءً أَحْوَى ﴾ > ٧ !
< < الأعلى :( ١ ) سبح اسم ربك..... > > تسبيح اسمه عز وعلا : تنزيهه عما لا يصح فيه من المعاني التي هي إلحاد في أسمائه، كالجبر والتشبيه ونحو ذلك، مثل أن يفسر الأعلى بمعنى العلو الذي هو القهر والاقتدار، لا بمعنى العلوّ في المكان والاستواء على العرش حقيقة ؛ وأن يصان عن الابتذال والذكر، لا على وجه الخشوع والتعظيم. ويجوز أن يكون ﴿ الاّعْلَى ﴾ صفة للرب، والاسم ؛ وقرأ علي رضي الله عنه : سبحان ربي الأعلى. وفي الحديث
( ١٢٩١ ) لما نزلت : فسبح باسم ربك العظيم، قال رسول الله ﷺ :( اجعلوها في ركوعكم ) فلما نزل سبح اسم ربك الأعلى قال :( اجعلوها في سجودكم ) وكانوا يقولون في الركوع : اللهم لك ركعت، وفي السجود : اللهم لك سجدت ﴿ خَلَقَ فَسَوَّى ﴾ أي خلق كل شيء فسوّى خلقه تسوية، ولم يأت به متفاوتا غير ملتئم، ولكن على إحكام واتساق، ودلالة على أنه صادر عن عالم، وأنه صنعة حكيم ﴿ قَدَّرَ فَهَدَى ﴾ قدّر لكل حيوان ما يصلحه، فهداه إليه وعرفه وجه الانتفاع به يحكى أنّ الأفعى إذا أتت عليها ألف سنة عميت، وقد ألهمها الله أنّ مسح العين بورق الرازيانج الغض يرد إليها بصرها، فربما كانت في برية بينها وبين الريف مسيرة أيام فتطوى تلك المسافة على طولها وعلى عماها حتى تهجم في بعض البساتين على شجرة الرازيانج لا تخطئها، فتحك بها عينيها وترجع باصرة بإذن الله وهدايات الله للإنسان إلى ما لا يحدّ من مصالحه وما لا يحصر من حوائجه في أغذيته وأدويته، وفي أبواب دنياه ودينه، وإلهامات البهائم والطيور وهوام

__________


الصفحة التالية
Icon