| كلها إليه، وتفسير المعبود الذي هو إله الخلق منزه عن درك ماهيته والإحاطة بكيفيته | وهو المستور عن الأبصار، والأفهام والمحتجب بجلاله عن الإدراك. | | قوله تعالى :! ٢ < الرحمن > ٢ !. | | باسم الرحمن خرجت جميع الكرامات للمؤمنين مثل الإيمان والطاعات والولاية | والعصمة وسائر المنن وكل نعمة تدوم ولا يستحق أحد من المخلوقين هذا الاسم لأن | المخلوق عاجز عن إعطاء شيء لأحد يدوم ويبقى. | | وأيضاً فإن رحمة الرحمانية للمريدين بها ينفصلون عما دون الرحمن، ولما عمت | رحمته في العاجلة على الولي والعدو في معايشهم وأرزاقهم وغير ذلك سمي رحمن. | | وقيل في اسمه الرحمن : حلاوة المنة ومشاهدة القربة ومحافظة الخدمة. | | وقيل : إن المحبين يتنعمون بأسرارهم في رياض معاني اسمه الرحمن فيجتنون منها | ثمرة الأنس ويشربون منها ماء القربة ويتنعمون على ضفاف أنهار القدس ويرجعون منها | برؤية الآلاء والنعماء، والخائفون يتلذذون في قلوبهم في معاني اسمه الرحمن | ويتزودون منها حلاوة السكون والأمن، والتائبون يتروحون بأسرارهم في معاني اسمه | الرحمن فيرجعون منها بصفا السر وطهارة القلوب، والعاصون يمرون على ميادين اسمه | الرحمن فيرجعون منها بالندم والاستغفار. | | وقال ابن عطاء : في اسمه الرحمن عونه ونصرته. | | وقال الواسطي : الرحمن لا يتقرب إليه أحد إلا بصرف رحمانيته، والرحيم يتقرب | إليه بالطاعات لأنه يشارك فيه رسول الله ﷺ وقال :^ ( بالمؤمنين رءوف رحيم ) ^. |

__________


الصفحة التالية
Icon