| | < < الأنفال :( ٣٠ ) وإذ يمكر بك..... > } ٢ < وإذ يمكر بك الذين كفروا > ٢ ! الآية، قال الكلبي :
بلغنا أن عصابةً من | قريش اجتمعوا في دار الندوة يمكرون بنبي الله، فدخل معهم إبليس عليه | ثيابٌ، له أظفار في صورة شيخ كبير، فجلس معهم، فقالوا : ما أدخلك في | جماعتنا بغير إذننا ؟ فقال لهم : أنا رجل من أهل ' نجد ' قدمت ' مكة ' فأحببت | أن أسمع من حديثكم، وأقتبس منكم خيراً، ورأيت وجوهكم حسنة وريحكم | طيبة ؛ فإن أحببتم جلست معكم، وإذا كرهتم مجلسي ( ل ١١٨ ) خرجت. | | فقال بعضهم لبعض : هذا رجل من أهل نجد ليس من أهل تهامة، فلا بأس | عليكم [ منه ] تتكلموا بالمكر ببني الله، فقال البختري بن هشام - أحد بني | أسد ابن عبد العزى - : أما أنا فأرى لكم من الرأي أن تأخذوا محمداً، | فتجعلوه في بيت، ثم تسدوا عليه بابه، وتجعلوا فيه كوة يدخل إليه منها | طعامه وشرابه، ثم تذروه فيه حتى يموت، فقال القوم : نعم الرأي رأيت. | | فقال إبليس : بئس الرأي رأيتم، تعمدون إلى رجل له فيكم صغو وقد سمع | به من حولكم فتحبسونه، وتطعمونه وتسقونه، فيوشك الصغو الذي له فيكم | أن يقاتلوكم عليه فتفسد فيه جماعتكم، وتسفك فيه دماؤكم. فقالوا : صدق | والله. ثم تكلم أبو الأسود - وهو هاشم بن عمير بن ربيعة أحد بني عامر بن | لؤي - فقال : أما أنا، فأرى أن تحملوا محمداً على بعير، ثم تخرجوه من | أرضكم فيذهب حيث شاء، ويليه غيركم. فقالوا : نعم الرأي رأيت. فقال | إبليس : بئس الرأي رأيتم، تعمدون إلى رجل أفسد جماعتكم، واتبعته منكم |