الإجابة
الحمد لله
أولا :
الآيات الكريمات المقصودة في السؤال هي قول الله عز وجل : ( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي
إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا
حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا
الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) يونس/90،
وقوله سبحانه : ( وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي
نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ )
الأعراف/154، وقول الله جل وعلا : ( فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ
قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا
جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ
عَلَيْهِ أَجْرًا ) الكهف/77.
وعلماء البلاغة والبيان يقولون إنها كلها من لطيف الاستعارة وبليغ المجاز ، وذلك في
قوله عز وجل : ( أدركه الغرق )، و( سكت عن موسى الغضب )، وقوله سبحانه : ( يريد أن
ينقض ).
وبيان ذلك أن الاستعارة هي " نقل اللفظ من معناه الذي عُرف به ووُضع له ، إلى معنى
آخر لم يعرف به من قبل "
وهكذا كل من ( الإدراك ) و ( السكوت )، و ( الإرادة ) عرفت أنها من صفات العقلاء
وأفعالهم ، فنسبتها لغير العقلاء أو للمعاني استعارة واضحة ، ويسمى أيضا مجازا
لغويا لدى أكثر البيانيين .
ونحن ننقل هنا أقوال علماء التفسير واللغة والبيان في كل آية منها لتوضيح ما فيها
من الاستعارة والمجاز :
الآية الأولى : (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ )
يقول الشعراوي رحمه الله :
" ( حتى إِذَآ أَدْرَكَهُ الغرق قَالَ آمَنتُ ) [يونس: 90] ، الإدراك : قصد للمدرك
أن يلحق بالشيء ، والغرق معنى ، فكيف يتحول المعنى إلى شيء يلاحق الفرعون ؟ نعم ،
فكأن الغرق جندي من الجنود ، وله عقل ينفعل ؛ فيجري إلى الأحداث " انتهى من " تفسير
الشعراوي " (10/ 6181).
الآية الثانية : ( سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ )
يقول أبو منصور الثعالبي رحمه الله (429هـ):
" من استعارات القرآن ( وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ ) " انتهى من " فقه
اللغة وسر العربية " (ص273).
ويقول ابن رشيق القيرواني (463هـ):
" الاستعارة كثيرة في كتاب الله عز وجل ، وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم ، من ذلك
قوله تعالى : ( لما طغى الماء )، وقوله : ( فلما سكت عن موسى الغضب ) " انتهى من
"العمدة في محاسن الشعر" (1/275).
ويقول السكاكي رحمه الله (626هـ):
" وقوله : ( ولما سكت عن موسى الغضب ) .
( فالمستعار منه ) هو إمساك اللسان عن الكلام ، وأنه أمر معقول .
و( المستعار له ) تفاوت الغضب عن اشتداده على السكون ، وأنه أيضا أمر وجداني عقلي .
و( الجامع ) هو أن الإنسان مع الغضب إذا اشتد وجد حالة للغضب كأنها تغريه ، وإذا
سكن وجده كأنه قد أمسك عن الإغراء " انتهى من "مفتاح العلوم" (389-390).
الآية الثالثة : ( فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ )
يقول الخليل بن أحمد الفراهيدي (170هـ):
" وكذلك يلزمون الشيء الفعل ولا فعل ، وإنما هذا على المجاز ، كقول الله جل وعز في
البقرة : ( فما ربحت تجارتهم )، والتجارة لا تربح ، فلما كان الربح فيها نسب الفعل
إليها . ومثله ( جدارا يريد أن ينقض ) ولا إرادة للجدار " انتهى من " الجمل في
النحو " (ص/72).
ويقول ابن فارس رحمه الله :
" من سُنن العرب إضافة الفعل إلى ما ليس فاعلاً في الحقيقة ، يقولون : أراد الحائطُ
أن يقعَ . وفي كتاب الله جلّ ثناؤه : ( جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ )، وهو في
شعر العرب كثير ". انتهى من "الصاحبي" (160).
ويقول أبو هلال العسكري رحمه الله (395هـ):
" أما ما جاء في كلام العرب منه [يعني من الاستعارة]، فمثله قوله تعالى : ( جِداراً
يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَ ) ". انتهى من كتاب "الصناعتين" (277) .
ويقول ابن رشيق القيرواني
(463هـ):
" وقال في قول الله عز وجل: " فوجدا فيها جداراً يريد أن ينقض فأقامه " لو قلنا
لمنكر هذا كيف تقول في جدار رأيته على شفا انهيار ؟ لم يجد بداً من أن يقول : يهم
أن ينقض ، أو يكاد ، أو يقارب ، فإن فعل فقد جعله فاعلاً ، ولا أحسبه يصل إلى هذا
المعنى في شيء من ألسنة العجم إلا بمثل هذه الألفاظ .
والمجاز في كثير من الكلام أبلغ من الحقيقة ، وأحسن موقعاً في القلوب والأسماع ،
وما عدا الحقائق من جميع الألفاظ ثم لم يكن محالاً محضاً فهو مجاز ؛ لاحتماله وجوه
التأويل ، فصار التشبيه والاستعارة وغيرهما من محاسن الكلام داخلة تحت المجاز ، إلا
أنهم خصوا به أعني اسم المجاز باباً بعينه ؛ وذلك أن يسمى الشيء باسم ما قاربه أو
كان منه سبب " انتهى من "العمدة في محاسن الشعر" (1/266).
وهذه " الاستعارة " – في هذه الأمثلة – يسميها المختصون في الأدب المعاصر بـ " التشخيص "، أو بـ " التجسيد "، على اختلاف بينهم في التفريق بين هذين المصطلحين أو ترادفهما .
والتشخيص" عند البلاغيين :
هو بث الحركة والحياة والنطق في الجماد ، أو هو خلع الحياة على المحسوسات الجامدة
والظواهر الطبيعية الصامتة ، حتى إنها لتخاطب مخاطبة الذي يعقل ويفهم ، وتخلع عليها
صفات المخلوقات النابضة بالحياة .
فهو نمط استعاري يقوم على علاقة المشابهة بين طرفين ، أحدهما حسي جامد أو ذهني ،
والآخر إنساني .
وانظر : "الصورة الأدبية" - تاريخ ونقد (ص 126) / لعلي علي صبح .
ويقول إبراهيم فتحي :
" التشخيص ( تجسيد ) (personification) : تعبير بلاغي يسبغ فيه على التجريدات
والحيوانات والمعاني والأشياء غير الحية شكلا وشخصية وسمات انفعالية إنسانية . وفي
التشخيص قد يعتبر كائن أو شخص من نسج الخيال ممثلا لفكرة أو موضوع . ولكون التشخيص
نوعاً من الاستعارة نجده منبعا مطروقا في الشعر ، كما يظهر في أنواع أخرى من
الكتابة الأدبية ، ومن أمثلة التشخيص زهرية كيتس اليونانية ، التي يقول عنها إنها
مؤرخ للأحداث . ويقترب من نزعة التشبيه الإنسانية ". انتهى من "معجم المصطلحات
الأدبية" (ص/85).
ثانيا :
ما ذكر في توجيه الآيات السابقة ، إنما هو على القول المشهور بين علماء العربية ،
والأصول : من إثبات المجاز في القرآن الكريم .
وأما على قول من نفى المجاز في القرآن : فلا يتجه ذلك ، وإنما يحمل الكلام على
حقيقته ، وسياقه ، وقرائن الكلام : يوضح معناه .
والقول بمنع وقوع المجاز في
القرآن : هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، وتبعه على ذلك جمع من
المحققين ، منهم : تلميذه ابن القيم ، والعلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ، وهو
أيضا اختيار الشيخ ابن باز ، والشيخ ابن عثيمين ، رحمهم الله جميعا .
وعلى هذا القول : يختلف توجيه الآيات السابقة .
قال الشنقيطي رحمه الله :
" قَوْلُهُ تَعَالَى : ( فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ
فَأَقَامَهُ ) ، هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ مِنْ أَكْبَرِ الْأَدِلَّةِ الَّتِي
يَسْتَدِلُّ بِهَا الْقَائِلُونَ : بِأَنَّ الْمَجَازَ فِي الْقُرْآنِ زَاعِمِينَ
أَنَّ إِرَادَةَ الْجِدَارِ الِانْقِضَاضَ لَا يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ حَقِيقَةً ،
وَإِنَّمَا هِيَ مَجَازٌ .
وَقَدْ دَلَّتْ آيَاتٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَلَى أَنَّهُ لَا مَانِعَ مِنْ كَوْنِ
إِرَادَةِ الْجِدَارِ حَقِيقَةً ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَعْلَمُ
لِلْجَمَادَاتِ إِرَادَاتٍ وَأَفْعَالًا وَأَقْوَالًا لَا يُدْرِكُهَا الْخَلْقُ ،
كَمَا صَرَّحَ تَعَالَى بِأَنَّهُ يَعْلَمُ مِنْ ذَلِكَ مَا لَا يَعْلَمُهُ
خَلْقُهُ فِي قَوْلِهِ جَلَّ وَعَلَا : ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ
بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ )، فَصَرَّحَ بِأَنَّنَا لَا
نَفْقَهُ تَسْبِيحَهُمْ ، وَتَسْبِيحُهُمْ وَاقِعٌ عَنْ إِرَادَةٍ لَهُمْ
يَعْلَمُهَا هُوَ جَلَّ وَعَلَا وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُهَا ، وَأَمْثَالُ ذَلِكَ
كَثِيرَةٌ فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ.
فَمِنَ الْآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : ( وَإِنَّ مِنَ
الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا
يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ
خَشْيَةِ اللَّهِ ) ؛ فَتَصْرِيحُهُ تَعَالَى بِأَنَّ بَعْضَ الْحِجَارَةِ يَهْبِطُ
مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ : دَلِيلٌ وَاضِحٌ فِي ذَلِكَ ؛ لِأَنَّ تِلْكَ الْخَشْيَةَ
بِإِدْرَاكٍ يَعْلَمُهُ اللَّهُ ، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُهُ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا
وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ) الْآيَةَ ، فَتَصْرِيحُهُ جَلَّ وَعَلَا بِأَنَّ
السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَالْجِبَالَ أَبَتْ وَأَشْفَقَتْ ، أَيْ : خَافَتْ ،
دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ وَاقِعٌ بِإِرَادَةٍ وَإِدْرَاكٍ يَعْلَمُهُ هُوَ جَلَّ
وَعَلَا ، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُهُ.
وَمِنَ الْأَحَادِيثِ
الدَّالَّةِ عَلَى ذَلِكَ مَا ثَبَتَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ : أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنِّي لَأَعْرِفُ حَجَرًا كَانَ
يُسَلِّمُ عَلَيَّ بِمَكَّةَ ) ، وَمَا ثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ مِنْ
حَنِينِ الْجِذْعِ الَّذِي كَانَ يَخْطُبُ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ جَزَعًا لِفِرَاقِهِ ، فَتَسْلِيمُ ذَلِكَ الْحَجَرِ ، وَحَنِينُ ذَلِكَ
الْجِذْعِ كِلَاهُمَا بِإِرَادَةٍ وَإِدْرَاكٍ يَعْلَمُهُ اللَّهُ ، وَنَحْنُ لَا
نَعْلَمُهُ ، كَمَا صَرَّحَ بِمِثْلِهِ فِي قَوْلِهِ : ( وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ
تَسْبِيحَهُمْ ) .
وَزَعْمُ مَنْ لَا عِلْمَ عِنْدِهِ أَنَّ هَذِهِ الْأُمُورَ لَا حَقِيقَةَ لَهَا ،
وَإِنَّمَا هِيَ ضَرْبُ أَمْثَال ٍ، زَعْمٌ بَاطِلٌ ؛ لِأَنَّ نُصُوصَ الْكِتَابِ
وَالسُّنَّةِ لَا يَجُوزُ صَرْفُهَا عَنْ مَعْنَاهَا الْوَاضِحِ الْمُتَبَادَرِ ،
إِلَّا بِدَلِيلٍ يَجِبُ الرُّجُوعُ إِلَيْهِ، وَأَمْثَالُ هَذَا كَثِيرَةٌ جِدًّا
.
وَبِذَلِكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَا مَانِعَ مِنْ إِبْقَاءِ إِرَادَةِ الْجِدَارِ
عَلَى حَقِيقَتِهَا ، لِإِمْكَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ عَلِمَ مِنْهُ إِرَادَةَ
الِانْقِضَاضِ ، وَإِنْ لَمْ يَعْلَمْ خَلْقُهُ تِلْكَ الْإِرَادَةَ ، وَهَذَا
وَاضِحٌ جِدًّا كَمَا تَرَى .
مَعَ أَنَّهُ مِنَ الْأَسَالِيبِ الْعَرَبِيَّةِ إِطْلَاقُ الْإِرَادَةِ عَلَى
الْمُقَارَبَةِ وَالْمَيْلِ إِلَى الشَّيْءِ ، كَمَا فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ:
فِي مَهْمَهٍ قَلِقَتْ بِهِ هَامَتُهَا ** قَلَقَ الْفُئُوسِ إِذَا أَرَدْنَ
نُضُولَا
فَقَوْلُهُ : إِذَا أَرَدْنَ نُضُولًا ، أَيْ قَارَبْنَهُ .
وَقَوْلِ الْآخَرِ :
يُرِيدُ الرُّمْحُ صَدْرَ أَبِي بَرَاءٍ ** وَيَعْدِلُ عَنْ دِمَاءِ بَنِي عَقِيلِ
أَيْ : يَمِيلُ إِلَى صَدْرِ أَبِي بَرَاءٍ ". انتهى من "أضواء البيان" (3/
339-340) .
وقال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى : ( وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ) قَالَ : " وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ هَذَا مِنْ بَابِ الْمَجَازِ ؛ وَهُوَ إِسْنَادُ الْخُشُوعِ إِلَى الْحِجَارَةِ كَمَا أُسْنِدَتِ الْإِرَادَةُ إِلَى الْجِدَارِ فِي قَوْلِهِ : ( يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ ) قَالَ الرَّازِيُّ وَالْقُرْطُبِيُّ وَغَيْرُهُمَا مِنَ الْأَئِمَّةِ : وَلَا حَاجَةَ إِلَى هَذَا " انتهى من "تفسير ابن كثير" (1/ 305) .
وكذلك قوله تعالى : (
وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ ) الأعراف/ 154،
المقصود : سكن عنه الغضب ، قال شيخ الإسلام رحمه الله :
" وَصَفَ الْغَضَبَ بِالسُّكُوتِ ، وَفِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ وَعِكْرِمَة َ: ( وَلَمَّا سَكَنَ ) بِالنُّونِ
، وَعَلَى الْقِرَاءَةِ الْمَشْهُورَةِ ( بِالتَّاءِ ) قَالَ الْمُفَسِّرُونَ :
سَكَتَ الْغَضَبُ أَيْ سَكَنَ . وَكَذَلِكَ قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ ؛ الزَّجَّاجُ
وَغَيْرُهُ . قَالَ الْجَوْهَرِيُّ : سَكَتَ الْغَضَبُ مِثْلُ سَكَنَ " انتهى من
"مجموع الفتاوى" (5/ 568) .
ومثل هذا يقال في سائر المواضع التي يحملها البلاغيون على المجاز .
والله أعلم .