الإجابة
الحمد لله
فإن الله تعالى امتن على الإنسان بتسخير ما في الأرض له ؛ قال تعالى : ( وَسَخَّرَ
لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ ) الجاثية/ 13 .
قال الطبري - رحمه الله - :
" يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : ( وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ) مِنْ
شَمْسٍ وَقَمَرٍ وَنُجُومٍ ( وَمَا فِي الْأَرْضِ) مِنْ دَابَّةٍ وَشَجَرٍ وَجَبَلٍ
وَجَمَادٍ وَسُفُنٍ لِمَنَافِعِكُمْ وَمَصَالِحِكُمْ " .
انتهى من " تفسير الطبري " (21/ 78) .
وليس من تغيير خلق الله المذموم شرعا انتفاع الإنسان بالنبات والشجر في مصالحه
وحاجاته ، ولو كانت الحاجة هي الزينة .
قال الطاهر ابن عاشور -رحمه الله – :
"وليس من تغيير خلق الله التصرف في المخلوقات بما أذن الله فيه " .
انتهى من " التحرير والتنوير" (5/ 205) .
وقد جاء في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد بناء المسجد في
المدينة ، ووجد في أرضه نخلا : أمر صلى الله عليه وسلم بالنخل ، فقطع فصفوا النخل
قبلة المسجد. رواه البخاري (428) .
ولا يزال عمل المسلمين على
الانتفاع بالأشجار والنبات وتلقيحها وتقليمها بقطع الأغصان الرديئة واستخدامها في
الزينة ، دون نكير من أحد لذلك ، ما لم يعتد على حق غيره ، أو يبلغ حد الإسراف أو
الضرر.
وللتوسع في ضابط تغيير خلق الله المنهي عنه ينظر: (
129370 ) .
والله أعلم .