الإجابة
الحمد لله
هذه الكلمة جاءت في سياق آيات من سورة الحج ، حيث يقول الله عز وجل :
( وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ
فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا
فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا
لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ . لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا
دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ
لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ )
الحج/36-37
يقول الحافظ ابن كثير في تفسير المعنى الإجمالي للآية – كما في "تفسير القرآن
العظيم" (5/425) - :
" يقول تعالى ممتنا على عباده فيما خلق لهم من البدن ، وجعلها من شعائره ، وهو أنه
جعلها تهدى إلى بيته الحرام ، بل هي أفضل ما يهدى إلى بيته الحرام .
وقوله : ( لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ) ، أي : ثواب في الدار الآخرة .
وقال الأعمش ، عن أبي ظِبْيَان ، عن ابن عباس في قوله : ( فَاذْكُرُوا اسْمَ
اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ) ، قال : قيامًا على ثلاث قوائم ، معقولةً يدُها
اليسرى ، يقول : " بسم الله والله أكبر ، اللهم منك ولك " وكذلك روى مجاهد ، وعلي
بن أبي طلحة ، والعَوْفي ، عن ابن عباس ، نحو هذا.
وقوله : ( فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا ) قال : ابن أبي نَجِيح ، عن مجاهد : يعني :
سقطت إلى الأرض " انتهى باختصار .
أما قوله تعالى : ( وأطعموا القانع والمعتر ) : فقد اختلف في تفسيرها أهل العلم على
أقوال كثيرة ، اختار الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسيره (ص/538) منها : أن القانع
هو الفقير الذي لا يَسأل ، والمعتر : هو الفقير الذي يسأل .
وهو اختيار الطاهر ابن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير" (17/192) ، بل هو اختيار
أكثر المفسرين .
ويكفي السائل ـ إن شاء الله ـ أن حفظ ذلك ، من جملة الأقوال التي قيلت في تفسيرها .
وأما عن جملة الأقوال التي قيلت فيها ، فقال ابن الجوزي في "زاد المسير" (5/433) :
" فيهما ستة أقوال :
أحدها : أن القانع : الذي يسأل ، والمعتر : الذي يتعرض ولا يسأل : رواه بكر بن عبد
الله عن ابن عباس ، وبه قال سعيد بن جبير ، واختاره الفراء .
والثاني : أن القانع : المتعفف ، والمعتر : السائل : رواه علي بن أبي طلحة عن ابن
عباس ، وبه قال قتادة ، والنخعي ، وعن الحسن كالقولين .
والثالث : أن القانع : المستغني بما أعطيته وهو في بيته ، والمعتر : الذي يتعرض لك
ويلم بك ولا يسأل : رواه العوفي عن ابن عباس .
والرابع : القانع : أهل مكة ، والمعتر : الذي يعتر بهم من غير أهل مكة : رواه خصيف
عن مجاهد .
والخامس : القانع : الجار وإن كان غنيا ، والمعتر الذي يعتر بك : رواه ليث عن مجاهد
.
والسادس : القانع : المسكين السائل ، والمعتر : الصديق الزائر : قاله زيد بن أسلم "
انتهى باختصار .
والله أعلم .