الإجابة
الحمد لله
أنزل الله تعالى كتابه العزيز هدى وشفاء ، فهو شفاء للقلوب من أمراضها (الشبهات
والشهوات) ، وشفاء للأبدان من أمراضها أيضا.
قال الله تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ
لِلْمُؤْمِنِينَ ) الإسراء/ 82 ، وقال تعالى : ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا
هُدًى وَشِفَاءٌ ) فصلت/ 44 .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" تأثير قراءة القرآن في المرضى أمرٌ لا ينكر ، قال الله تعالى : (وَنُنَزِّلُ مِنَ
الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ
الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً) ، والشفاء هنا شامل الشفاء من أمراض القلوب وأمراض
الأجسام " انتهى من " فتاوى نور على الدرب" (6 /41) .
فالقرآن كله شفاء ، وقد جاءت الأحاديث بإثبات مزية خاصة لبعض السور والآيات ، كسورة
الفاتحة ، وسورة قل هو الله أحد ، وقل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس ، وآخر
آيتين من سورة البقرة . والأدلة على هذا معلومة مشهورة من السنة النبوية .
أما الآيات الأربع التي ختمت بها سورة المؤمنون ، فقد جاء في فضلها حديث ، ولكنه
حديث ضعيف .
روى أبو يعلى في "مسنده" (5045) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه : "
أَنَّهُ قَرَأَ فِي أُذُنِ مُبْتَلًى فَأَفَاقَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا قَرَأْتَ فِي أُذُنِهِ ؟ ) ، قَالَ:
قَرَأْتُ (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا) المؤمنون/ 115، حَتَّى
فَرَغَ مِنْ آخِرِ السُّورَةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : ( لَوْ أَنَّ رَجُلًا مُوقِنًا قَرَأَ بِهَا عَلَى جَبَلٍ لَزَالَ) " .
قال عنه الذهبي في " ميزان الاعتدال" (2/175) : حديث باطل .
وضعفه الحافظ ابن حجر بقوله : غريب ، كما في " نتائج الأفكار" (2/406) ، وضعفه
الألباني في " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (4274) .
وإذا قرأ المسلم هذه الآيات الأربع لأنها داخلة في عموم أن القرآن شفاء من غير أن
يعتقد لها فضلا خاصا فلا حرج في ذلك .
والله أعلم .