الإجابة
الحمد لله
أولاً :
لا نعلم حديثاً صحيحاً عن النبي صلى الله عليه وسلم يدل على أن من قرأ آخر عشر آيات من سورة آل عمران يكتب له ثواب عبادة ليلة ، وإنما ورد هذا عن عثمان بن عفان رضي الله عنه ، روى الدرامي (3396) عنه رضي الله عنه أنه قال : (من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة) غير أن سنده ضعيف ، فيه ابن لهيعة .
وذكره القرطبي في كتابه "التذكار" (صـ 235) ، وقال الأرناؤوط في تحقيقه : إسناده ضعيف .
وإنما ورد في فضل هذه الآيات ما رواه البخاري (183) ومسلم (763) عن ابْن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ بَاتَ لَيْلَةً عِنْدَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ خَالَتُهُ ، قال : (فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ الْآيَاتِ الْخَوَاتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ ، ثُمَّ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي) .
قال النووي رحمه الله :
" فيه استحباب قراءة هذه الآيات عند القيام من النوم " انتهى .
أما ما رواه الطبراني في "الأوسط" (6777) وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (687) والعقيلي في "الضعفاء" (713) وابن عدي في "الكامل" (6/449) والخطيب في "المتفق والمفترق" (617) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (22/393) من طريق مظاهر بن أسلم قال : حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم (أنه كان يقرأ عشر آيات من أول سورة آل عمران كل ليلة) فإسناده ضعيف جدا ، مظاهر بن أسلم متروك الحديث ، قال يحيى بن معين : ليس بشيء ، وقال البخاري وأبو حاتم : منكر الحديث .
"الجرح والتعديل " (8/439) – "الضعفاء" للعقيلي (2/141)
ثانيا :
ورد الفضل الذي ذكره السائل فيمن قرأ في ليلة بمائة آية ، فروى الإمام أحمد (16510) عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ قَرَأَ بِمِائَةِ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ كُتِبَ لَهُ قُنُوتُ لَيْلَةٍ) وصححه الألباني في "الصحيحة" (644) .
قال المناوي في "فيض القدير" (6/261) : "قنوت ليلة" أي : عبادتها .
وقال علي القاري في "مرقاة المفاتيح" (4/1495) : أي : طاعتها أو قيامها .
ويحتمل أن المراد بهذا الحديث : قراءة مائة آية في صلاة الليل ، ويحتمل أن المراد قراءتها مطلقاً في الصلاة أو غيرها .
وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (92591) .
والله أعلم .