أنا في الثامنة عشرة من عمري الآن . وعندما كنت في العاشرة، حدث أن كنت أقرأ القرآن, ثم نهضت لأصلي ، فذهبت مسرعة ووضعت المصحف على صندوق داخل خزانة صغيرة ذات رفوف. وبعد أن انتهيت من صلاتي ، وجدت أن القرآن سقط على الأرض, ويا للحسرة. فسألت الله أن يغفر لي, وأنا لا أزال أسأله المغفرة عقب كل صلاة. ومع ذلك, فأنا لا أزال غير مرتاحة وأريد أن أتوب من ذلك للأبد. فكيف أفعل ؟.
الإجابة
الحمد لله
لا يشك مسلم في وجوب احترام كتاب الله تعالى ، وقد اتفق العلماء على كفر من تعمد
إهانته .
وفي الوقت نفسه رفع الله تعالى الإثم عن الجاهل والناسي والمخطئ .
قال الله تعالى - على لسان المؤمنين - : ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) البقرة /286 ، وفي رواية عند مسلم من حديث أبي هريرة ( 125 ) قال الله تعالى : " نعم " ، وفي أخرى من حديث ابن عباس ( 126 ) : قال الله تعالى : " قد فعلت " .
ومن لا إرادة له في الشيء كالمُكره والنائم : فإنه لا يأثم بقول أو بفعل مخالف للشرع .
وأنتِ لم تصنعي شيئاً مخالفاً للشرع ، وسقوط المصحف لا إرادة لكِ فيه ، ولم يكن منكِ تقصير في حفظه .
والشرع كما طلب منا التوبة من الذنب والرجوع عن الخطأ ، فإنه في الوقت نفسه يحذر من الوسوسة واليأس من عفو ورحمة الله .
ونسأل الله أن يوفقكِ لما يحب ويرضى . والله أعلم .