الإجابة
الحمد لله
الأفضل في قراءة القرآن أن يفعل الإنسان ما يزداد به خشوعه ، فإن كان يزيد خشوعه
بالقراءة من حفظه ، فهو أفضل ، وإن كان يزيد خشوعه بالقراءة من المصحف فهو أفضل ،
فإن استوى خشوعه في الحالين فالقراءة من المصحف أفضل ، لأنه يجمع بين القراءة
والنظر ، ويحفظ بصره من الالتفات إلى ما يشغله عن القراءة والتدبر .
انظر جواب السؤال رقم : (1691) .
أما قول النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي الذي زوجه المرأة بما معه من القرآن : " (أَتَقْرَؤُهُنَّ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِكَ؟) قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: (اذْهَبْ فَقَدْ مَلَّكْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ) " رواه البخاري (5030) ، ومسلم (1425) فإنه لا يدل على أن التلاوة حفظا أفضل من التلاوة نظرا ، ولكن أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتأكد أنه يحفظ هذه السور من القرآن ؛ حتى يتمكن من تعليم المرأة .
قال الحافظ ابن حجر رحمه
الله :
" دَلَّ الحديث عَلَى فَضْلِ الْقِرَاءَةِ عَنْ ظَهْرِ الْقَلْبِ ، لِأَنَّهَا
أَمْكَنُ فِي التَّوَصُّل إِلَى التَّعْلِيم.
وَقَالَ ابن كَثِيرٍ: هذه قَضِيَّةُ عَيْنٍ ، فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ
كَانَ لَا يُحْسِنُ الْكِتَابَةَ، وَعَلِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ذَلِكَ ، فَلَا يَدُلُّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ التِّلَاوَةَ عَنْ ظَهْرِ
قَلْبٍ أَفْضَلُ فِي حَقِّ مَنْ يُحْسِنُ وَمَنْ لَا يُحْسِنُ .
وَأَيْضًا: فَإِنَّ سِيَاقَ هَذَا الْحَدِيثِ إِنَّمَا هُوَ لِاسْتِثْبَاتِ أَنَّهُ
يَحْفَظُ تِلْكَ السُّوَرَ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ ؛ لِيَتَمَكَّنَ مِنْ تَعْلِيمِهِ
لِزَوْجَتِهِ ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّ هَذَا أَفْضَلُ مِنَ التِّلَاوَةِ
نَظَرًا، وَلَا عَدَمَهَ " .
انتهى بمعناه من "فتح الباري" (9/ 78).
هذا مع ما في سياق الحديث من الإشادة بشأن هذه السور التي معه ، والتنبيه على فضل
حفظها ، والعناية بها .
والله أعلم .