الإجابة
الحمد لله
أولا :
اختلف العلماء في الاقتباس من القرآن ، فالجمهور على الجواز ، ومنهم من منع منه
مطلقاً ، وذهبت طائفة من العلماء إلى المنع من الاقتباس في الشعر ، دون النثر .
والراجح : جوازه إذا كان لغرض صحيح ، ويشمل هذا الاقتباس ما كان في النثر ، أو
الشعر.
انظر جواب السؤال رقم : (1643) ، ()
.
ثانيا :
أما الأبيات المسئول عنها فهي لابن مشرف رحمه الله يتحدث فيها عن كليم الرحمن
موسى عليه السلام :
...... ............. ..... .. ** قال الكليم إلهي أسأل النظرا
إليك قال له الرحمن موعظة ** أنى تراني ونوري يدهش البصرا
فانظر إلى الطور أن يثبت مكانته ** إذا رأى بعض أنواري فسوف ترى
حتى إذا ما تجلى ذو الجلال له ** تصدع الطور من خوف وما اصطبرا
انتهى من "ديوان ابن مشرف" (ص 31-32) .
وهذه الأبيات لا محذور فيها ، لأنه ليس المقصود أن الله تعالى قال هذا الكلام
بنصه ، وإنما هذا معنى ما قاله الله تعالى .
وقد وقع مثل هذا من شاعر الرسول صل الله عليه وسلم وهو حسان بن ثابت رضي الله
عنه.
فإنه قال بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم :
وَقَالَ اللهُ : قَدْ أَرْسَلْتُ عَبْدًا ... يَقُولُ الْحَقَّ لَيْسَ بِهِ
خَفَاءُ
وَقَالَ اللهُ: قَدْ يَسَّرْتُ جُنْدًا ... هُمُ الْأَنْصَارُ عُرْضَتُهَا
اللِّقَاءُ
رواه مسلم (2490) .
ومعلوم أن الله تعالى لم يقل : ( قد أرسلت عبدا ... ) بهذا اللفظ . وإنما
المقصود : أن هذا معنى ما قاله الله تعالى وأخبر به من إرساله رسولا يقول الحق
، وتيسيره جندا هم أنصار هذا الرسول . وقد سمعه الرسول صلى الله عليه وسلم
وأقره على هذا الكلام .
بل مدحه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له : ( إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لَا
يَزَالُ يُؤَيِّدُكَ مَا نَافَحْتَ عَنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ . وقال أيضا :
(هَجَاهُمْ حَسَّانُ [يعني : قريشا] فَشَفَى وَاشْتَفَى) .
والنصيحة لك أخي السائل ترك ذلك التشدد والتكلف الذي يجعلك تحرم ما ليس بحرام ،
وقد يكون هذا من وساوس الشيطان حتى يوقعك دائما في الحيرة والقلق والاضطراب ،
فأغلِقْ عليك هذا الباب وأعرض عنه .
والله أعلم .