الإجابة
الحمد لله
تنكيس الآيات عند التلاوة محرم ، داخل الصلاة وخارجها .
قال في "أسنى المطالب" (1/ 63) : " ( و ) حرم أن يقرأ ( بعكس الآي ) لأنه يذهب
إعجازه ويزيل حكمة الترتيب " انتهى .
وفي حاشية الدسوقي (1/ 242) : " تنكيس السور مكروه ... وحرم تنكيس الآيات المتلاصقة
في ركعة واحدة وأبطل الصلاة ؛ لأنه ككلام أجنبي " انتهى .
وقال في "كشاف القناع" (1/ 343) : " ( ويكره تنكيس السور ) كأن يقرأ ألم نشرح ثم
يقرأ بعدها والضحى سواء كان ذلك ( في ركعة أو ركعتين ) لما روي عن ابن مسعود أنه
سئل عمن يقرأ القرآن منكوسا فقال : ذلك منكوس القلب " وفسره أبو عبيد بأن يقرأ سورة
ثم يقرأ بعدها أخرى هي قبلها في النظم " ذكره ابن نصر الله في الشرح ( كالآيات ) أي
: كما يكره تنكيس الآيات , قال في الفروع : وفاقا . قال ابن نصر الله : ولو قيل
بالتحريم في تنكيس الآيات ... كان متجها ، ودليل الكراهة فقط غير ظاهر , والاحتجاج
بتعلمه صلى الله عليه وسلم فيه نظر , فإنه كان للحاجة ، لأن القرآن كان ينزل بحسب
الوقائع . و ( قال الشيخ [ يعني: ابن تيمية ] : ترتيب الآيات واجب لأن ترتيبها
بالنص إجماعا ) " انتهى .
وأما إن حصل التنكيس في الحفظ لا في القراءة والتسميع ، فلا حرج فيه ، وذلك بأن
يبدأ بحفظ الآية الخامسة مثلا ، ثم يحفظ الرابعة ، ثم إذا أراد أن يقرأهما معا :
قرأ الرابعة ثم الخامسة ، أي من غير تنكيس ، وهكذا إذا حفظ الثالثة ، وأراد قراءة
ما حفظ ، قرأها مرتبة من غير تنكيس ، فيقرأ الثالثة ثم الرابعة ثم الخامسة ، فهذا
لا حرج فيه ، ويفعله بعض المعلمين ويرون أنه أجود للحفظ .
والحاصل : أنه لا يجوز أن يقرأ آيتين متصلتين على وجه التنكيس ، كما لا يجوز أن
ينكس في الكلمات .
وينظر للفائدة سؤال رقم : (1713)
.
والله أعلم .