الإجابة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن هذا لا يجوز.
فقد قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ: رأيت من كتب بعض الآيات على صورة طائر، أو حيوان، أو رَجُلٍ جالسٍ جلوس التشهد في الصلاة، أو ما أشبه ذلك، فيكتبون هذه الآيات على وجه محرم، على وجه التصوير الذي لعن النبي صلى الله عليه وسلم فاعله .... وأما أن يرسم على وجه الزركشة، والنقوش، أو صور الحيوان، فلا شك في تحريمه. فعلى المؤمن أن يكون معظماً لكتاب الله عز وجل، محترماً له، وإذا أراد أن يأتي بشيء على صورة زركشة والنقوش، فليأت بألفاظ أخر من الحكم المشهورة بين الناس وما أشبه ذلك. وأما أن يجعل ذلك في كتاب الله عز وجل، فيتخذ الحروف القرآنية صوراً للنقوش والزخارف، أو ما هو أقبح من ذلك بأن يتخذها صوراً لحيوان، أو للإنسان فإن هذا قبيح، محرم. والله المستعان. اهـ.
وسُئِل فضيلة الشَّيخ ابن عُثيمين -عمَّن يُجيدون الكتابة الممتازة بالخطِّ العريض؛ فيكتبون آية كريمة على شكل رجلٍ يصلِّي.
فأجاب بقوله: الَّذي يظهر لي أنَّه لا يجوز، وأنَّ هذا من التعمُّق والتَّنطُّع، وقد قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: (هلك المتنطِّعون)، ثم إنَّ الكتابة العربيَّة -بالحروف العربيَّة- لا بدَّ أنْ يحصل فيها تغييرٌ، إذا هي عُطفَتْ حتَّى تكونَ على هيئة المصلِّي، ثمَّ إنَّ هيئة المصلِّي قد يكون فيها -أو مِن جملة الهيئاتِ- أنْ يكون ساجدًا؛ وحينئذٍ يكون أعلى القرآن، أو أعلى الصَّحيفة وأسفلها مختلفًا، ويكون القرآن مُعبِّراً عَن ساجدٍ، وقد قال النَّبيُّ -عليه الصلاة والسَّلام-: (ألا وإنّي نُهيتُ أنْ أقرأ القرآن راكعًا أو ساجدًا)؛ فكلُّ شيءٍ يُوهم أنَّ هذا القرآن في منزلةٍ أسفل؛ فإنَّه منهيٌّ عنه، وإذا كان النَّبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام نهى أنْ يقرأ الإنسان القرآن راكعًا أو ساجدًا؛ لأنَّ هيئته هيئةُ ذلٍّ بالغ، والقرآن ينبغي أنْ يكون في محلِّ القيام؛ الَّذي يكون محلَّ انتصابٍ وارتفاع؛ فالحاصل: أنَّ هذه الكتابة نرى أنَّها لا تجوز. ثمَّ إنَّ من المغالاة أنْ يُدعى النَّاس إلى شريعة الله بمثل هذه الأمور. ....اهـ.
والله أعلم.