الفتاوى

هل خلقت الأرض جملة واحدة أم مرت بمراحل؟
كيف نرد بأن الأرض مرت بمراحل حتى تكونت الجبال والهضاب خلال ما يسمى بالعصور الجيولوجية، والله سبحانه يقول في الآية الكريمة: {ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام}، أرجو التفصيل في ذلك، وقد أثبت العلم أن الأرض مرت بمراحل.

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد:
فأقول مستعيناً بالقادر وحده على كل شيء، سائله تعالى العون والتوفيق:

في سبعة مواضع يقرر القرآن أن خلق العالم قد تم في عملية واحدة ذات أطوار كما لو كان بناءً واحداً تتابع تشييد خطة تصميمه المقدرة منذ البدء {فِي سِتّةِ أَيّامٍ} [الأعراف: 54، يونس: 3، هود:7، الفرقان:59، السجدة:4، ق:38، الحديد:4]، والأيام ذوات العدد في مقام بناء الكون هي أقرب الأمثلة لبيان سبق التقدير والقصد منذ البدء لا الصدفة العمياء، خاصة أن التمثيل هو الأسلوب الأمثل في تعبير القرآن لكشف الحقائق الخفية بضرب المثل بالنظير المألوف، فيستقيم إذن أن تكون الستة أيام تمثيلاً، خاصة أن الزمن ناتج عن حركة أجرام، وعند التكوين لم توجد أجرام بعد، والكون بهذا ليس أبدي الوجود، وإنما تشكل في فترات مقدرة بلا توقف أو تردد كما لو كانت ستة أيام متلاحقة، وكالإنسان قدرت أيام حمله كذلك قدرت أحوال الأرض في يومين من الستة قبل الولادة، ومن بدء الحمل إلى البلوغ أربعة أيام، وهو نفس التمثيل في قوله تعالى:{قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ} [فصلت: 9 -10] ، وبهذا خُلق العالم في ثلاث مراحل رئيسة متساوية:

في الأولى تكونت اللبنات العظام، وفي الثانية النشأة الحقيقية للأرض وبقية الأجرام أقرانها خلال نشأة المجرة ذاتها، وفي الثالثة نشأت القشرة والجو، وعمرت الأرض بالحياة، فإذا كانت النشأة الحقيقية حركياً للأرض ترجع إلى حوالي 8.4 بليون سنة قبل أن تعمر بالنبات الذي بدأ يطلق أكسجين الجو منذ حوالي 0.25 بليون سنة علامة على تكامل البناء؛ وإذا كان تشكيل الأرض في أربعة أيام تمثيلاً يكون الكون في ستة أيام، فيكون عمره الفعلي بنفس القيمة المعروفة الآن؛ حوالي 12.5 (10-15) بليون سنة. [الكون لستيفن هاوكنج (ص55) ، والانفجار الكبير لسيلك (ص75) ] .

مختصر الإجابة

في سبعة مواضع يقرر القرآن أن خلق العالم قد تم في عملية واحدة ذات أطوار كما لو كان بناءً واحداً تتابع تشييد خطة تصميمه المقدرة منذ البدء {فِي سِتّةِ أَيّامٍ}

Icon