الإجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وأسأل الله تعالى أن يعلمني وإياك علماً نافعاً ويرزقنا عملاً صالحاً، أما بعد:
فإن أصح الطرق الموصلة إلى تفسير ابن عباس رضي الله عنهما هو طريق علي بن طلحة رحمه الله؛ لأنها التي اعتمد عليها الإمام البخاري رحمه الله في مرويات صحيحه في التفسير؛ قال الحافظ ابن حجر: "وهذه النسخة كانت عند أبي صالح كاتب الليث، رواها عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، رضي الله عنهما، وهي عند البخاري عن أبي صالح، وقد اعتمد عليها في صحيحه كثيراً فيما يعلقه عن ابن عباس".
وقال الحافظ السيوطي: "وقد ورد عن ابن عباس في التفسير ما لا يحصى كثرة، وفيه روايات وطرق مختلفة، فمن جيدها طريق علي بن أبي طلحة عنه".
ومبلغ علمي أن بعض طلبة العلم قد اعتنى بجمع الآثار الواردة من هذه الطريق الموثوقة، لكنني لا أدري أطبعت بعد أم لا، لكن الذي أود تنبيهك إليه أخي الحبيب أن عجائب القرآن ومفاتحه ليست محصورة فيما قال الحبر البحر ابن عباس رضي الله عنهما؛ بل القرآن كنز مبذول لكل من أخذ بأسباب التدبر، وكم ترك الأول للآخر، ولذلك لما سئل علي رضي الله عنه: هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء من الوحي؟ قال: "لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، إلا فهماً يؤتيه الله رجلاً في كتابه.."، فعلينا جميعاً أن نجتهد في فهم القرآن وتدبره مع دعاء ربنا جل جلاله أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، والله الهادي إلى سواء السبيل.