الإجابة
الحمد لله، العبارة هي الصيغة التي يُدل بها على معنى من المعاني
الخبرية أو الطلبية، والتعبير هو فعل المتكلم، يقال: عبَّر عن كذا،
ومدخول الباء هو اللفظ، ومدخول (عن) هو المعنى، والتعبير يضاف إلى
المتكلم المعين أو جنس أهل اللسان، يقال: هذا تعبير فلان أو تعبير
العرب، ويُدل على الإضافة الثانية بالوصف النَّسَبي، فتقول: التعبير
العربي، وقد يضاف التعبير مجازا إلى اللسان المتكلّم به، أو إلى نوع
من الكلام، تقول: تعبير اللسان العربي، وتعبير القرآن، وهذا التنوع في
الإضافة راجع إلى أن التعبير مصدر يضاف تارة إلى المتكلم الدال بلفظه
عن مراده، وإلى المتكلَّم به، من باب إطلاق المصدر على اسم المفعول،
يبقى: هل تجوز إضافة التعبير إلى الله، وإلى القرآن، فتقول: عبَّر
سبحانه بكذا، وعبر القرآن بكذا، أو تقول: التعبير الإلهي والتعبير
القرآني، كما تقول: أمر الله بكذا وأمر القرآن بكذا؟
والجواب أن المتأمل لكلام العلماء من المفسرين وغيرهم يرى استعمالهم
هذا اللفظ، لاسيما المتأخرين، مما يدل على أنه لا حرج فيه عندهم، لأنه
لفظ يدل على معنى صحيح. فإن التعبير هو الدلالة على المعنى المراد بما
يناسب من نوع الجمل والكلمات، والله تعالى قد دل عباده بكلامه على
مراده الذي أنزله، وإذ لم يرد لفظ التعبير مضافا إلى الله في شيء من
النصوص فالأولى العدول عنه إلى الألفاظ الواردة مثل ذكر وبيَّن، وقدم
وأخر، وأظهر وأخفى. وهذا هو الغالب في كلام المتقدمين من
العلماء.
9-7-1431هـ 21-6-2010
المصدر: موقع الشيخ عبد الرحمن بن
ناصر البراك